×
محافظة المدينة المنورة

15 ألف حافظة زمزم بالمسجد النبوي

صورة الخبر

في بداية كل عام دراسي يكثر الجدل والنقاش في الشأن المدرسي، ويتقاذف الأهالي الاتهامات، ويبدو التذمر على الطلاب، ويعلو صوت الهيئات التدريسية، وتبدأ التعليقات والانتقادات والشكاوى والرسائل الساخرة، حتى أصبحنا نبدي استغراباً إذا لم تصلنا أي تعليقات على المدارس والأنظمة والقوانين والتغيرات. مع كل وزير يتولى مهام وزارة التربية والتعليم نشهد فيها التغيرات المستمرة، والقوانين الجديدة، والأنظمة المتبدلة، وهذه ظاهرة صحية، وآخرها زيادة 50 دقيقة للدوام المدرسي مقارنة بالعام الماضي، التي جاءت كالصاعقة على أولياء الأمور والطلبة والهيئات التدريسية والإدارية، رغم أن أي قرار يصدر تسبقه دراسات دقيقة من واقع العملية التعليمية. ارتفع صوت عدد من العناصر التربوية اعتراضاً على قرار إطالة اليوم الدراسي، متذرعين بطبيعة المناخ الذي اعتدناه في إماراتنا، وليس بأمر جديد علينا، لكن يصر البعض على استغلال الأمر للهجوم على الوزارة، وعلى أي قرار جديد. انتهاء الدوام المدرسي في الساعة 3.30 ليس بأمر جديد وغريب وصعب، فهناك عدد من المدارس الخاصة ينتهي دوام طلابها الساعة الرابعة والنصف عصراً، وطلابها متفوقون ومتميزون، ولا أحد يشتكي أو يتذمر، وهنا تكمن أهمية تلك الساعات التي يقضيها الطالب في المدرسة، فالمهم ليس زيادة عدد الساعات، بل كيفية قضاء الطالب تلك الساعات في المدرسة، ومدى استفادته من الحصص، ومدى تأثره الإيجابي بالمعلم. فكم عدد الطلاب الذين يشيدون بمعلميهم وتأثروا بشكل إيجابي بهم؟ وكم عدد الطلاب الذين وجدوا المتعة في المناهج المدرسية؟ وكم عدد الطلاب الذين يتشوقون للذهاب إلى المدرسة كل صباح؟ وكم من المعلومات التي مازالت حاضرة في أذهان الطلبة؟ وكم من المهارات التي اكتسبها الطالب في المدرسة؟ من يعشق مهنة التدريس لن يستقيل لمجرد قرار أو قانون أُصدر، ومن يهوى تدريس النشء وتعليمهم لن تكون ال 50 دقيقة سبباً لاستقالته، وموجة الاستقالات التي حصلت بشكل مفاجئ في الميدان التربوي لا تعكس إطلاقاً أن تلك الفئات حريصة على العملية التعليمية، خاصة أن الوزارة صرفت الكثير على تدريبهم، ومن يتمنى تطوير المشهد التعليمي حسب توجيهات القيادة الرشيدة لن يعارض التغير بالاستقالة، خاصة أن الهدف المنشود من زيادة عدد الحصص، مواكبة استراتيجية تطوير التعليم وتزويد الطلبة بالمهارات اللازمة التي تؤهلهم للالتحاق بالتعليم العالي من دون معوقات، والمعلمون يجب أن يكونوا سنداً للوزير لإنجاح تلك الخطط وتحقيق الأهداف المطلوبة، ولا يكونوا هم العقبة، خاصة أن أي قرار يصدر يصب في مصلحة الطالب أولاً وأخيراً، فهل ينتظرون ويرحمونا من الشكاوى حتى نرى نتائج الخطة الدراسية المطورة. Eman.editor@hotmail.com