العمالقة لهم صفاتهم، ولهم مناقبهم وميزاتهم التي تجعلهم مختلفين عن الأقزام، والأمر لا علاقة له بالأحجام قدر ما هو مرتبط بالأدوار والأفعال. لذلك تجد عمالقة الأفعال يسري صيتهم الحسن على كل لسان بما قدموا من أعمال خيّرة وسيرة منتجة تنشر الخير حيث كان وتبعث الأمل في نفوس الناس وتوزع السلام والأمان والابتسامات. هذا ديدن العمالقة الذي من الصعب على الأقزام والأقيزمات أن يفهموه أو يستسيغوه، ولن يفعلوا بسهولة، لأنهم مصابون بعسر الفهم، بينما يعيش الناس يدعون للعملاق بطول العمر جزاء ما رأوا من فعله الحسن وأياديه البيضاء. والواقع أن العملاق، وبشكل طبيعي، حين يمضي في طريقه فهو لا يضع أمامه أي اعتبار للأقيزمات وإن كثروا، هل سمعتم من قبل عن أقيزم تمكن من إعاقة عملاق أو اعتراض طريقه؟ لكن الفارق أن العملاق وهو يمضي في مشروعه الخيّر، ومساراته التنموية الرائدة، ونجاحاته المتتالية إنما يفعل ذلك عن ثقة، بالله أولاً، وبأهله وقدراته ثانياً، لذلك نجد أنه ينتقل من إنجاز إلى آخر بسلاسة وسهولة وتوفيق. والسبب أنه يعرف ماذا يفعل، كما أنه يسير على هدى وبصيرة وفوق ذلك لديه من الأهداف والطموحات الخيرة ما يهديه ويفتح له القلوب قبل الأبواب. هذا العملاق يمد يده في مشارق الأرض ومغاربها باذرا غراس المحبة والسلام، يحمل رسالة زايد الخير وراشد الأمان وأبناءهما الميامين، لا تكاد توجد بقعة في هذه الأرض إلا وتذكر له شيئا من طيب الأفعال، بعيداً عن الجشع والطمع والدمار والاحتكار والقتل المجاني والمؤامرات الظلامية السوداء والعصابات الحزبية. عملاق يأتي إلى كل بلد حاملاً غراس الخير والتنمية، من مدينة زايد إلى المساجد ومراكز القرآن إلى رعاية الأيتام إلى مستشفيات الخير إلى مراكز الطاقة الشمسية إلى نور دبي إلى دبي العطاء إلى سقيا الإمارات إلى العاصمة الجديدة إلى القناة الجديدة إلى سد مأرب إلى إلى إلى ...! وحتى حين تدخل عسكرياً، كانت الصبغة الإنسانية لتدخله هي الصفة الأهم، تحمي المدنيين وتنقذ الأرواح وتعيد الحق وتعبد الطرق وتفتح المطارات وتعيد الكهرباء والماء وتحمي السفن وتطلق أعمال البناء والإعمار! أما العملاق نفسه، فلم يترك أهله ولا عزوته، نجده يسارع لحماية حماه والدفاع عن خياراته، دون أن ينسى تحصين بيته وتنميته وجعله بين أفضل بيوت العالم المتحضر في الوقت الذي لا يزال في الأقزام يحتارون في أي خطوة من خطواته يقلدون. تذكروا كم يبدو القزم ضئيلاً وهو يتبختر محاولاً تقليد مشية العملاق! وفي كل مرة كان العملاق يخطو إلى الأمام خطوة إيجابية جديدة، كانت الأقيزمات تبدأ بالنواح، مرة بنفسها ومرة عبر اللواطم المستأجرة، من نفس الفصيلة، لكنها كانت دائما تنسى أن اختلاف مجال التفكير ومساحته يجعل العملاق مشغولاً بأشياء أكثر أهمية من أن يُلقي بالاً للزعيق الذي لا يكاد يصل لعقب قدميه. عملاقنا مشغول بالإنجاز والتنمية والإنسان، وصوت البناء ودوران عجلته لا يترك لنا مجالاً لكي نسمع شيئا من هذه اللطميات الأقيزماتية! لكنني أسجل للأقزام والأقيزمات عبقريتهم الفذة، فقد نجحوا فعلاً في لفت انتباهنا من خلال كثافة الغباء المبتكر. لأن أسلوب النائحة المستأجرة الذي أدمنوا عليه، فوق ما فيه من غباء، إنما يكشف حجم الجُبن والرُّعب المتأصل في نفوس الأقزام، هل يعقل بعد هذا كله أن لا تجدوا لفقيدكم من تنوح عليه من نفس الفصيلة! ألم أقل إن غباءهم مبتكر، لم يمر على أحد في التاريخ! لكن لعلكم تتذكرون هنا تلك القصة من الدراسة الابتدائية عن العملاق الذي التفّت حوله مجموعة من الأقزام محاولين تقييده وتثبيته، فقط اسمحوا لي أن أذكرهم، هم، أنهم، هم، كانوا يتساقطون مع كل حركة يقوم بها العملاق، وتتساقط معهم قيودهم وسهامهم الإعلامية والمواقعية والمؤامراتية والجماعاتية والإرهابية والمايكروفوناتية، حقيقة كانت أو وهمية، فهم في النهاية ليسوا سوى مجموعة من الأقيزمات في مهب الريح! أما المشكلة الحقيقية فهي عندما يعتقد القزم أو الأقيزم كل الاعتقاد ويقتنع تمام الاقتناع أنه أكبر من العملاق وأهم منه! وقتها، هل سيكون لزاما علينا أن نستنجد بكل الأطباء النفسيين في هذا العالم لكي يعالجوا هذه العقدة، أم نسأل العملاق فربما يكون لديه العلاج الناجع، تماما كما عالج ربعهم من قبل بالخيار الرزين والسلوك الحازم والقنوات المبتكرة؟ وفي الختام ملاحظة لغوية لا بد منها: العملاق في حكايتنا يقصد به من ارتفع قدره لحسن أفعاله... أما الأقيزم (وجمعها أقيزمات) فنحتٌ مقصود به على وجه الخصوص القزم الذي تضاءل قدره في أعين الناس لسوء أفعاله. وتستمر الحكاية... حكاية العملاق الإماراتي والأقيزمات! وبعد الحكاية نصيحة أخيرة على الهامش إلى الأقيزمات: لو أنكم خصصتم عُشر ما تنفقونه لمهاجمة العملاق الإماراتي على رعاية ضحايا الحروب التي أشعلتموها في المنطقة لما اضطروا أن يسيروا آلاف الكيلومترات لجوءاً إلى أوروبا كي يموتوا على طرقاتها في شاحنات مغلقة أو في بحورها في قوارب متهالكة. بهذا نحاججكم أمام الله تعالى ثم أمام التاريخ وأمام الضمير الإنساني.