×
محافظة المنطقة الشرقية

الحوثيون يستَبِقون عملية تحرير العاصمة صنعاء بحملات مداهمة واعتقالات

صورة الخبر

كانت أسرة الفتاة ايللي تاتشر تعتبرها الناجية الوحيدة في أسرتها، حيث وُلد أحد أخويها بعيب خلقي في القلب ويعاني الآخر مرض السكري. وأصيب كذلك والدها بمرض السرطان. تحكي والدة الفتاة قائلة إن علامات المرض ظهرت على ابنتها عندما كانت بالمرحلة الثانوية عندما بدأ ينتابها صداع خفيف مصحوب بالدوار أثناء لعبها لكرة السلة بالمدرسة، وتواصل الحال حتى بعد توقفها عن ممارسة الرياضة. ثم بدأت تضعف كل من حاسة البصر والسمع لديها. زارت ايللي الطبيب الذي شخص حالتها بعد إجراء الفحوصات اللازمة، على أنها نقص الحديد الذي تعاني منه معظم الفتيات في سنها، ووصف لها أقراص الحديد. ولكن استمرت الحالة وعلمت الفتاة أن الأمر أكبر من ذلك، وعند مراجعتها للطبيب مرة أخرى رجح أن يكون الأمر له علاقة بالهرمونات ولم تكن ايللي مقتنعة بالتشخيص. بعد مرور عام تقريباً تطورت الحالة من إعياء داخلي إلى مرض جسدي خارجي حيث ظهر لديها نتوء بالعنق ناحية اليمين تحت الفك مباشرة فسبب لها تورما بالوجه بتلك الجهة. فراجعت الطبيب وتزامن في ذلك الوقت أنها كانت تعاني من الزكام فظن الطبيب أن ذلك التورم نتيجة الالتهاب الذي تعاني منه فوصف لها المضاد الحيوي وبعض المنشطات. ثم قام طبيب آخر بإزالة اللوزتين لديها ولكن التورم ما زال موجوداً. وتقول والدتها (يكون موقفك صعباً عندما يخبرك طفلك أنه يعاني من شيء ما وأنت لا تستطيع مساعدته)، تشخيص عن طريق الصدفة بعد مرور عام آخر قررت ايللي البحث عن عمل بالمستشفى الجديد الذي تعمل به والدتها وتم قبولها بوظيفة وسط بين الطبيب وأسر المرضى بطابق العمليات الجراحية. وبدأت تتعرف إلى زملائها من الموظفين والأطباء وكان من بينهم الدكتور ماثيو أولد، جراح سرطان الرأس والعنق فسألته ايللي عن رأيه في الأعراض التي تعاني منها لخوفها من أن تكون سرطان الغدد الليمفاوية. طلب منها الدكتور ماثيو فحصا عن طريق جهاز الأشعة المقطعية لتلك المنطقة. وأثناء فحصه للحنجرة تعرف إلى تفاصيل الورم حيث وجد ورما بحجم كرة البيسبول ينمو من قاعدة الجمجمة وأن الشريان السباتي يجري من خلال مركز الورم بالإضافة إلى تأثير الورم على الأعصاب المسيطرة على عضلات الوجه، والحبال الصوتية، واللسان. وتسبب كبر حجم الورم في منع تدفق الدم إلى الجهة اليمنى من الدماغ وهذا هو سبب الدوار الذي تشعر به ايللي والمشاكل التي حدثت لديها في اللسان والحبال الصوتية. يقول الدكتور ماثيو إن هذه الحالة نادرة وتحدث بنسبة واحد من بين كل خمس ملايين شخص وقد تلقى من قبل تدريباً خاصاً بذلك النوع من الأورام والذي يسمى ورم المستقتمات (Paraganglioma)، ويقول (إذا لم تتم إزالة ذلك الورم فإن المريضة تكون معرضة للسكتة الدماغية التي قد تودي بحياتها). وبالرغم من التشخيص المخيف، إلا أن ايللي شعرت بالارتياح أخيراً للوصول إلى التشخيص المناسب لحالتها وتقول (الآن فقط جئت إلى المكان المناسب وفي الوقت المناسب وقابلت الأشخاص المناسبين). العملية الجراحية تغيبت ايللي عن دراستها بسبب استعدادها لإجراء العملية الجراحة التي أجراها خمسة من الجراحين الذين عملوا بدقة هائلة أثناء إزالة الورم للحفاظ على أكبر قدر من الأعصاب والأنسجة السليمة المحيطة به. بعد العملية لاحظ الأطباء أن المريضة لا تستطيع تحريك رجلها اليسرى فقاموا بفحص الجانب الأيمن من الدماغ المسؤول عن الجانب الأيسر من الجسم وأخبروها أن الأمر مؤقت بالرغم من أنها تستخدم قوس الساق للمشي. وتغير صوتها كمـــــا تأثر اللسان. ورفـــضت التغذية عن طريق الأنبوب واعتمدت على الطعــــام الطري مثل البــــطاطس المهـــــروس وغيـــــره. وتقول والدتها أن ابنـــــتها تحمـــلت هذه العملية الخطرة بكل صبر وثبات. العودة إلى الحياة الاعتيادية توقع الأطباء مدة 12 إلى 18 شهراً لشفاء ايللي، ولكنها عادت إلى عملها بعد شهرين فقط، فقد أصبح المستشفى مثل بيتها الثاني. وبدأت بكتابة قصتها على شكل مدونات باسم (مدونات تاتشر). وتقول ايللي تاتشر إنها سعيدة بعودتها إلى الحياة الاعتيادية لأن بإمكانها الآن متابعة دراستها وممارسة كرة السلة التي حُرمت منها. وبالرغم من احتمالية عودة الورم بنسبة 10%، إلا أن أسرتها والمحيطين بها في العمل يثقون بأنها قوية بتفاؤلها وصبرها. وهي الآن طالبة بمجال العلوم الصحية لتلتحق فيما بعد بكلية الطب لتصبح طبيبة متخصصة في أورام الأطفال.