نظمت وزارة الاقتصاد ندوة حول مسيرة تمكين المرأة في قطاع الأعمال بدولة الإمارات، بالتعاون مع هيئات الطيران المدني، والتأمين، والأوراق المالية والسلع، ترأسها معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، وذلك ضمن احتفاليات الدولة بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الموافق 28 أغسطس الجاري. وقال معالي سلطان المنصوري إن المرأة شريك رئيسي وفاعل في مسيرة التنمية في الدولة، إذ أثبتت جدارة في مختلف المهام الموكلة إليها ضمن مختلف المواقع، سواء في القطاع الحكومي أو الأعمال التجارية الخاصة، ونحن نفتخر بما حققته من نجاحات مشرفة في قطاعات عدة. وأضاف في كلمته في الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، إن المبادرة الوطنية التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة رائدة العمل النسائي في الدولة، بتخصيص يوم 28 أغسطس من كل عام ليكون يوم المرأة الإماراتية. تمثل إضافة نوعية للخطوات التي تتخذها الدولة نحو تمكين وريادة المرأة، وتشجيعها على أداء دورها داخل المجتمع، مثمناً الدور الرائد لسمو الشيخة فاطمة وتفانيها في تقديم جهدها من أجل دعم وتمكين وريادة المرأة الإماراتية، حيث أثمرت جهودها العديد من المكتسبات والإنجازات التي تجنيها حالياً المرأة الإماراتية والعربية. مكانة ريادية وأشار المنصوري إلى أن دولة الإمارات لها الريادة عربياً في تمكين المرأة، وتحتل تصنيفات متقدمة على المستوى الإقليمي والعالمي في هذا الشأن، خاصة وأن المكانة التي تحظى بها المرأة في الإمارات لم تقتصر على القطاع الاقتصادي وقطاع الأعمال فحسب، بل امتدت إلى القطاعات كافة، إذ أصبحت المرأة اليوم شريكاً أساسياً في قيادة مسيرة التنمية المستدامة، وتتبوأ أرفع المناصب في السلطات التنفيذية والتشريعية في الدولة، إضافة إلى حضورها القوي عربياً وإقليمياً ودولياً، وتصدرها بمنجزاتها تقارير المنظمات الإقليمية والدولية. ولفت إلى أن الدولة ترجمت التزامها نحو تمكين المرأة، من خلال العديد من الجهود لتهيئة البيئة الداعمة وتوفير كل المقومات التي تمكنها من الاضطلاع بدورها الحيوي في الدولة إلى جانب الرجل، مع العلم بأن الإمارات تتمتع بأعلى معدل تعليم للمرأة. منوهاً إلى أن الدولة اتخذت في هذا الشأن العديد من الخطوات على مختلف الصعد التشريعية والاقتصادية والاجتماعية، سواء عبر النصوص الدستورية أو القوانين الوطنية أو عبر انضمامها إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تكفل حماية حقوق المرأة وتعمل على تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين في الحقوق والواجبات. وقال إن دولة الإمارات تفتخر اليوم بتصدرها للعديد من المؤشرات العالمية في ما يتعلق بتمكين المرأة، إذ تصنف الدولة على قمة الدول التي تحترم المرأة بحسب تقرير مجلس الأجندة العالمي الخاص بمنتدى الاقتصاد العالمي، كما حصلت على المرتبة الأولى بين الدول العربية في تمكين المرأة بحسب مركز دراسات المرأة في مؤسسة المرأة العربية في باريس. وكانت الإمارات قد حصدت المرتبة الأولى في دول منطقة الشرق الأوسط في مجال المساواة بين الجنسين، وفقاً لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي في أكتوبر 2013، وذلك من خلال تحقيقها معدلات مساواة ملحوظة في مجالات السياسة والتعليم والرعاية الصحية. تمكين المرأة من جانبه قال عبد الله آل صالح وكيل شؤون التجارة الخارجية والصناعة في وزارة الاقتصاد، الذي ترأس الندوة التي عقدت بمقر وزارة الاقتصاد في دبي، بحضور حميد بن بطي المهيري الوكيل المساعد للشركات وحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، وعبيد الزعابي نائب الرئيس التنفيذي في هيئة الأوراق المالية والسلع. إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في مختلف المؤسسات والجهات الحكومية المعنية بدعم وتمكين المرأة، وبمشاركة عدد من رائدات الأعمال الإماراتيات، إن ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقود الأربعة الماضية في مجال تمكين المرأة وتشجيعها على لعب دور محوري في المجتمع، شكل نموذجاً يحتذى به ليس فقط على مستوى المنطقة العربية وإنما في العالم أجمع. وأشار إلى أن تمكين المرأة اليوم لم يعد خياراً، وإنما ضرورة لمسيرة التنمية، وأن الدولة لا تدخر جهداً في تهيئة البيئة الداعمة للمرأة وتوفير كل المقومات التي تمكنها من الاضطلاع بدورها الفاعل إلى جانب الرجل. وأوضح أنه على صعيد ريادة الأعمال فقد حققت المرأة الإماراتية إنجازات عدة، إذ تضم الدولة حالياً أكثر من 12 ألف سيدة أعمال، يدرن أكثر من 11 ألف مشروع تجاري بقيمة استثمارية تقدر بنحو 18.3 مليار درهم (5 مليارات دولار)، كما سجلت نسبة سيدات الأعمال المواطنات نحو 15% من أعضاء الغرف التجارة والصناعية في الدولة. واستعرض أبرز المكتسبات التي حققتها المرأة داخل الدولة، إذ تمثل نحو 66% من مجمل القوى العاملة في القطاع الحكومي، ونحو 30% منها تمثل القيادات النسائية التي تتبوأ مواقع صناعة القرار، إذ يضم مجلس الوزراء 4 سيدات، كما تحظى 7 سيدات بعضوية المجلس الوطني الاتحادي بنسبة تمثيل تتجاوز 17% من مجمل مقاعد المجلس الوطني، وهي من أعلى النسب على المستوى الإقليمي والدولي. نماذج مشرفة وفي السياق ذاته قال عبد الله الطريفي الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع، إن هيئة الأوراق المالية والسلع بذلت جهوداً كبيرة في مجال دعم المرأة في دولة الإمارات وتمكينها من القيام بالدور المنوط بها في بناء المجتمع والدولة على الوجه الأكمل، ولم تقتصر جهود الهيئة في هذا الصدد على الموارد البشرية التابعة لها. بل إن الهيئة في إطار جهودها لرفع مستوى تنافسية الدولة في التقارير والمؤشرات الدولية، وجهت الشركات المساهمة العامة كافة بأهمية تمثيل العنصر النسائي في مجالس إداراتها، ضماناً لمشاركة المرأة في اتخاذ القرار وتفعيلاً لمبدأ تمكين المرأة في قطاع الأعمال. وأوضح أن نسبة المرأة العاملة في الهيئة بلغت 36% من إجمالي الموارد البشرية في الهيئة، كما تشغل نسبة 25% من المناصب الإشرافيه والقيادية في الهيئة. وأشار إلى أنه بشكل عام فإن الهيئة تتيح المجال للموظفات العاملات فيها للالتحاق ببرامج التعليم العالي واستكمال الدراسات العليا لمن ترغب من موظفات الهيئة، كما توفر الدعم لهن من خلال تخصيص المنح والتفرغ للدراسة وإجراء الاختبارات والمشاركة في ورش العمل والدورات التدريبية. وقال سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إنه خلال العقد الماضي اتبع المزيد من النساء الإماراتيات طموحهن في وظائف متنوعة بصناعة الطيران المدني في الدولة. واستعرض عدداً من النماذج المشرفة، من أبرزهن عائشة الهاملي التي أصبحت أول امرأة إماراتية تقود طائرة وأول مرشحة لمنصب أمين عام منظمة الطيران المدني الدولي، والدكتورة نبيلة العوضي وهي أول طبيبة إماراتية متخصصة في طب الطيران، كما أصبحت نوف العفيفي أول امرأة إماراتية تعمل في مجال مراقبة الحركة الجوية، وغيرهن العديد. وأثنى السويدي على الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة الإماراتية في مجال الطيران والإنجازات التي حققتها في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن الدور القيادي للمرأة الإماراتية في قطاعات الطيران المدني المختلفة يزداد يوماً بعد يوم، والهيئة العامة للطيران المدني تفخر بتلك الإنجازات وتسلط الضوء عليها لتكون مثالاً تحتذي به بنات الإمارات في مسيرتهن المهنية. عطاء متواصل من ناحيته قال إبراهيم عبيد الزعابي مدير عام هيئة التأمين، إن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هو احتفال بالإنجازات التي حققتها الإمارات في مجال تمكين المرأة في بناء الدولة على مدى العقود الماضية، وبالعطاء المتواصل للقيادة الحكيمة ودعمها لاشتراك المرأة الإماراتية وتعزيز دورها في التنمية والإنتاج في مختلف المواقع والمجالات. وأوضح أن هيئة التأمين بادرت في إطار خطط الدولة وتوجيهات القيادة الحكيمة، إلى تمكين المرأة المواطنة العاملة في الهيئة، وتعزيز دورها ومكانتها في المواقع القيادية والإشرافية في المجالات كافة. وبين الزعابي أن نسبة المواطنات العاملات في الهيئة بلغت 79% من إجمالي الموظفات، فيما بلغت نسبتهن 64% من إجمالي المواطنين العاملين في الهيئة، إذ بلغت في الفئة الإشرافية 63% وفي الفئة التنفيذية 70% وفي الفئة التخصصية 61%. وقال إن جهود هيئة التأمين في مجال تمكين المرأة لم تتوقف على تعزيز مكانتها في المواقع الإشرافية والتنفيذية والتخصصية، بل امتدت إلى تطوير الآفاق التعليمية والمعرفية للمواطنات العاملات في الهيئة، من خلال توفير الفرص والإمكانات المناسبة لهن للالتحاق ببرامج التعليم العالي والدراسات العليا، وإشراكهن في المؤتمرات والملتقيات العلمية والتخصصية داخل الدولة وخارجها. معايير مؤسسية وناقشت الندوة عدداً من المحاور عبر ضيوفها، تناولت جهود تمكين المرأة في العمل التجاري والاستثماري، ومكانة المرأة الإماراتية الاقتصادية في تقارير التنافسية الدولية، ودورها في ريادة الأعمال. وحول إلزام الشركات بترشيح عنصر نسائي في مجالس إداراتها، قال الدكتور عبيد الزعابي نائب الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية والإصدار في هيئة الأوراق المالية والسلع، إن القرار الصادر في أبريل الماضي بشأن ضوابط الحوكمة ومعايير الانضباط المؤسسي لتشجيع المرأة على الترشح لمناصب قيادية في مجالس إدارات الشركات المساهمة العامة . وخلق ثقافة جديدة لدى هذه الشركات لتعيين سيدات في هذه المراكز القيادية، جاء متماشياً مع أفضل الممارسات العالمية، وأنه في ظل هذا القرار فإن جميع الشركات المدرجة أصبحت مطالبة بوضع سياسة خاصة بالترشح لعضوية مجلس الإدارة بما يراعي التنويع بين الجنسين ضمن التشكيل، وموافاة الهيئة بنسخة عن هذه السياسة وما يطرأ عليها من تعديلات، والالتزام بمعايير الشفافية تجاه المساهمين والجمهور وجميع أصحاب المصلحة، عن مدى تطبيق هذه السياسة. وأوضح عبيد الزعابي أنه يوجد حالياً في الدولة 13 شركة مساهمة عامة محلية تشغل فيها سيدة واحدة على الأقل منصباً في مجلس الإدارة، فيما تتراوح نسبة تمثيل العنصر النسائي في هذه الشركات بين 9 و14% من تشكيل مجالس إدارتها. أما النسبة الكلية للمقاعد التي تشغلها السيدات من مجموع مقاعد مجالس إدارات جميع الشركات المحلية المدرجة، فهي حوالي 2% فقط، وهو تطور لا بأس به مقارنة بالعام 2008 حيث كانت النسبة لا تتعدى 1.2% للشركات المدرجة في سوق دبي المالي، و0.6% في سوق أبوظبي. تمكين اقتصادي وتحدثت شمسة صالح منسقة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، عن مكانة المرأة الإماراتية في تقارير التنافسية الدولية بالقياس على 10 تقارير رئيسية، أبرزها تقرير التنمية البشرية العالمي، والتقرير العالمي للفجوة بين الجنسين، وتقرير التنافسية العالمي، إلى جانب تقارير عن مؤشر الازدهار وتمكين التجارة العالمية وتنافسية السياحة والسفر، وتقرير السعادة العالمي وممارسة أنشطة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات والاتصال. وأوضحت أن دولة الإمارات تحتل المركز الأول على مستوى الدول العربية في 8 تقارير من إجمالي 10 تقارير وهو إنجاز كبير، إلا أن مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين يعمل حالياً على تصدر المؤشرات العالمية أيضاً في هذا الشأن الفترة المقبلة. واستعرضت نورة حسن السليطي رئيسة وحدة البرامج التعليمية والثقافية والإعلامية في إدارة البحوث والتنمية في الاتحاد النسائي العام، الدور الرائد للاتحاد في مسيرة تمكين المرأة اقتصادياً، من خلال استعراض عدد من المشاريع ومبادرات التمكين الاقتصادي للمرأة، فضلاً عن إعطاء نبذة عن الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في الدولة، والتي أطلقت عام 2002 وتحديثها في 2014، مع اعتبار أن تمكين المرأة اقتصادياً محور أساسي. وقدم عدد من رائدات الأعمال تجاربهن في إطار تبادل الخبرات والأفكار، والوقوف على التحديات التي واجهتهن، والمؤسسات التي دعمتهن في بداية تأسيس أعمالهن. سيدات الأعمال استعرضت ريم الشرفاء عضوة مجلس سيدات أعمال الإمارات وعضوة مجلس إدارة سيدات الأعمال في إمارة عجمان، خلال كلمتها في الندوة، دور مجلس سيدات أعمال الإمارات في تعزيز مكانة المرأة الإماراتية في العمل التجاري والاقتصادي والاستثماري، ورصدت التطور الذي شهده مجتمع الأعمال من حيث اتساع رقعة مشاركة المرأة، والدعم الذي حظيت به المرأة في هذا القطاع عن طريق الغرف الصناعية والتجارية وغيرها من المؤسسات الاقتصادية داخل الدولة. وثيقة ولاء عرفاناً بعطاء الشيخة فاطمة بمناسبة يوم المرأة الإماراتية وبحضور العديد من الإعلاميين والشخصيات العامة في أبوظبي، أطلقت أول من أمس سفيرة النوايا الحسنة الإماراتية منى المنصوري، وثيقة الولاء لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وذلك لدعمها واحتضانها للمرأة حتى استطاعت أن تصل المرأة الإماراتية للعالمية في شتي المجالات. وأكدت منى المنصوري أن إطلاق الوثيقة يأتي إيماناً وعرفاناً بدعم سمو الشيخة فاطمة للمرأة الإماراتية، باعتبارها رائدة الحركة النسائية في الإمارات، وأن الفتاة الإماراتية محظوظة بدعم سمو الشيخة فاطمة، موضحة أن عطاءها للمرأة الإماراتية بلا حدود، ويتواصل في شتى القطاعات، وأن اهتمام سموها بالمرأة الإماراتية وقضاياها ومناصرتها، مما شجعها على تصدر المحافل المحلية والإقليمية والدولية من أجل الأسرة والمجتمع. دعم وأضافت سفيرة النوايا الحسنة أن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مشهودة ومتواصلة في مجال الاهتمام بكل ما يخص دعم الأسرة العربية ككل والإصلاح الاجتماعي العام، وأوضحت أن إطلاق الوثيقة تأكيد على دور الشيخة فاطمة في تدعيم المرأة الإماراتية والعربية في المجالات كافة، وقالت إن الوثيقة رد للجميل وعرفان لسموها. تكريم وفي السياق ذاته تم تكريم منى المنصوري أمس في الاحتفال بيوم المرأة، ومنحها درعاً على مشوارها الناجح الممتد لأكثر من 20 عاماً في عالم الجمال والموضة، وحصولها على ألقاب عالمية كأفضل مصممة على مستوى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، من الرئيس التنفيذي لحديد الإمارات، وأهدت المنصوري التكريم إلى الشيخة فاطمة لتدعيمها للمرأة وشعب الإمارات.