تفاعل عدد كبير من التربويين والمعلمين في الميدان التربوي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، مع تصريحات وزير التربية والتعليم المهندس حسين إبراهيم الحمادي، التي كشف من خلالها ل الخليج، عن تركيز الوزارة على إعداد برنامج يحقق رفاهية المعلم، امتثالاً لما أمر به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويتم من خلاله بناء سلم أكاديمي للمعلم، يتيح له الترفيع والترقية ليكون معلماً أول وخبيراً ومعلم مناهج متخصصاً. وأوضحوا خلال تغريداتهم أنه كان ينبغي الإعلان عن تفاصيل السلم الأكاديمي للمعلم، لتقليص عدد الاستقالات التي بدأت تظهر بين عناصر الميدان التربوي بشكل لافت في الفترة الأخيرة. وتباينت آراؤهم حول أسباب الاستقالات، حيث يرى فريق أنها نتاج ضياع هيبة المعلم والقرارات الأخيرة التي لم تراعِ وضعه الاجتماعي والأسري، فضلاً عن الأعباء الإدارية وضعف الحافز المادي، بينما قال فريق آخر إن التخطيط للمستقبل يتطلب طريقاً آخر غير العمل في وزارة التربية للوفاء بالتزامات الحياة المتجددة. كانت شريحة المعلمين الأكثر تفاعلاً مع تصريحات وزير التربية والتعليم لالخليج، حيث أكدوا في بعض تغريداتهم أن المعلم بات منسياً طوال فترة أداء عمله، ويحتاج المزيد من الدعم والاهتمام من قبل المسؤولين بوزارة التربية والتعليم، لاسيما فيما يخص أجورهم والمزايا الوظيفية، معبرين عن أملهم في تنفيذ تلك التصريحات ومشاركتهم فعلياً في صناعة القرار التربوي. فيما جاءت تغريدات أخرى تؤكد أن الكلام مكرر وغير جديد، ولا يمت للواقع بصلة، وغير مقنع وعباراته رنانة تقود المعلمين في الميدان التربوي إلى مفاجآت تزيد من أعبائهم التي يعانونها طوال العام الدراسي، فضلاً عن القرارات المتضاربة التي تثقل كاهلهم وتعوق مسيرة أداء واجباتهم الوظيفية، مؤكدين أن الكلمات المنمقة والجميلة والموسيقية لا تأثير لها، فالأعمى يرى الواقع، موجهين الشكر والتقدير، لوزير التربية على الظهور والتواصل، متسائلين هل السلّم الأكاديمي والترقيات جاءت بعد الكم الكبير من استقالات المعلّمين؟ معربين عن مخاوفهم حول شروطه التي قد تأتي تعجيزية. ولخَّصَ عدد من المعلمين من خلال تغريداتهم جملة أعباء وهموم تؤرقهم يومياً في إدارة الأداء، وتقارير الرقابة، وأخرى للاعتماد المدرسي، وثالثة تحاكي المناوبات والإشراف على الحافلات ورابعة للإشراف على المقاصف، وخامسة تخاطب القيادة المدرسية، والزحف التكنولوجي وسباق التطور من أجل وحسم صراع البقاء، وعشوائية التقييم التي تلاحق المتميزين، فضلاً عن ضعف الأجور والمزايا الوظيفية، مطالبين القائمين على الشأن التعليمي، بأن يتم خروج قرارات تكليف المعلمين بالمهام الإدارية من خلال دراسة واقعية ممنهجة لحال الميدان التربوي، تشارك فيها عناصره كافة، للوقوف على مدى قدراتهم على تحمل تلك المهام، مع الوضع في الاعتبار عامل الوقت ومدى مواءمته للمستويات المهنية والأسرية للمعلم. وأكد عدد آخر من المغردين أن: إذا أردنا بناء جيل واعٍ ومجتمع يدرك سبل مواكبة المتغيرات العالمية الحديثة، فعلينا بناء المعلم وإعداده وتأهيله، والمحافظة على استقراره النفسي والمهني والوظيفي والأسري، فتعدد الأعباء الإدارية على المعلم، لعدم وجود المشرف في بعض المدارس، يؤثر سلباً على عطائه ويرهقه ويبعثر جهوده، متسائلين: لماذا يقع هذا العبء على عاتق المعلم من دون غيره في باقي الكودار المختلفة في الميدان؟. وأضافت تغريدات أخرى، أن المشكلة الواقعية التي يعانيها عدد كبير من المعلمين في الميدان التربوي، ولم تحسم بعد، تتبلور في عدم تطبيق مبدأ المساواة في تقييم الأداء، والجهود بين المعلمين بعضهم البعض، والمعاناة وراءها الوساطة والمحسوبية في بعض المدارس، التي تراعي معلماً وتهمل آخر، وصعوبة التواصل مع المسؤولين بشكل مباشر أحدث فجوة كبيرة بين المعلمين في الميدان. الترقيات وغرد عدد من المعلمين حول الترقيات وما يقع عليهم من ظلم في هذا الشأن، لاسيما أن بعضهم قضى في خدمة قطاع التعليم أكثر من 20 عاماً، ولكن لم يصبه الدور ضمن قطار الترقيات، وظل مئات منهم يتساءلون عن أسباب عدم ترقيتهم، موضحين أنهم لم يحصلوا على ترقيات منذ العام 2003. وفي سياق متصل عبر عدد من أولياء الأمور عن استيائهم لزيادة توقيت الدوام المدرسي 50 دقيقة، مؤكدين أهمية مشاركة أولياء الأمور في صناعة القرارات لاسيما التي تخص أبناءهم في المدارس، فضلاً عن مراعاة الظروف الحياتية والاجتماعية للأسر في المجتمع الإماراتي، موضحين أن ما تضمنته الخطة الدراسية المطورة، التي تضمنت 8 حصص يومياً لطلبة الحلقة الثانية والثالثة (المرحلة الثانوية)، و7 حصص لطلبة الحلقة الأولى، مع الإبقاء على عدد الحصص المقررة يوم الخميس (فقط) في جميع المراحل وهو 7 حصص، لا يعلم الميدان عنها شيئاً، ولكي يكون القرار أكثر دقة وعدالة، كان ينبغي على الوزارة طرح استبيان لأخذ آراء أولياء الأمور، بهذه الطريقة يكون موضوع زيادة الحصص مهيأ له ومدروساً على مستوى التربية والأطراف المعنية بالعملية التعليمية، معتبرين أن الطالب هو محور العملية التعليمية، وآراء أولياء الأمور جزء لا يتجزأ من القرار التربوي وصناعته. كما تناولت تغريدات أخرى، استعدادات العودة للمدارس إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد، فأكد بعض المغردين أن بعض المدارس تواجه سنوياً مشاكل في الصيانة لاسيما الخاصة بالمكيفات، الأمر الذي يرهق العديد من الطلبة خلال الدراسة، موضحين أن وزارة التربية في كل عام تخرج عليهم بتصريحات وردية تؤكد أن الاستعدادات على الوجه الأكمل، ولكن الواقع دائماً يصدم الجميع، معبرين عن أملهم في أن تكون تصريحات وزير التربية والتعليم، فيما يخص الاستعدادات وتهيئة البيئة المدرسية جيدة تليق بسمو رسالة التعليم وأهدافه في بناء الأجيال. كما صرح الوزير بأن استعدادات وزارة التربية والتعليم لاستقبال الطلاب اليوم كاملة من حيث الصيانة وتوفير الكتب، بما فيها الكتب الجديدة، وأن فرق العمل جاهزة في الوزارة والمناطق التعليمية للتعامل مع أية ظروف طارئة، متمنياً للطلاب عاماً دراسياً مثمراً.