طالعنا العديد من البرامج التي أبرزت دور المجلس البلدي ولكن هل تعتقد أنت «القارئة والقارئ» الكريمان أن الأعوام السابقة كانت محفزة بنتائجها وأدوارها وممثليها للتقدم وبقوة كصوت مرشح؟. وبينما الأرقام تقول إن درجة الاقبال على الانتخابات البلدية أقل من مثيلاتها لعدة أسباب منها تزامنها مع عودة المسافرين في الداخل والخارج والعودة الى المدارس والجامعات وانطلاق الابتعاث الخارجي والجو الحار والرطب على المدن الساحلية في شهر أغسطس وانشغال الناس بالأزمات الحياتية وتدهور مجمل الأسواق الاقتصادية وفي مقدمتها الأسهم والعقار والأراضي وخسارة العديد من رؤوس الأموال، والحرب على الحدود الجنوبية، ووجود العسكريين على المنافذ والجبهات ناهيك عما يقال من عدم جدوى مناكفة جهاز البلديات وموظفيها استثناء ولربما تضارب المصالح أو تقاطرها وكلام كثير يسمع ويقرأ ويكتب. المهم من كل ذلك وغيره أننا بحاجة لاعادة النظر في تجربة 1436هـ في كل شيء من البداية للنهاية وبتجرد بحيث تجلس اللجان التأسيسية والاشرافية مع نفسها وتبحث أين الخلل وما مساره وما الطرق البديلة للحل؟ ولعل الزمن كفيل بالمساعدة اذا أرادوا أما اذا ظلوا أذنا من طين وأخرى من عجين مع ما يقال ويكتب فدربهم أخضر. واذا كان لنا ان نقترح من تجارب قد تكون نافعة للوطن والمواطن والمقيم فانني أرى ايجاد مجالس أكثر عمومية من الحالية بحيث لا تقتصر على الطريق والرصيف والحديقة والارتدادات والرخص البلدية وتمويل البلديات والصرف وخلافه وان كانت مهمة بل يضاف اليها صلاحيات على التعليم العام والعالي والصحة ورعاية الشباب والأندية والضمان الاجتماعي والأعمال الخيرية والرحلات الجوية والبرية والبريد والهلال الأحمر والمرور وشرط الأحياء التعاونية والمحلات التجارية التي تعشعش بأشكال وألوان متماثلة وبعض المطاعم المضرة بالصحة والفيروسات الوبائية الخطيرة بمعنى آخر يكون هنالك صلاحيات وصوت حقيقي على مشارب الحياة التي تهم المواطنة والمواطن فيدلي العضو أو العضوة بصوته على الخدمات الحالية والمستقبلية التي تقدم للأحياء وفقا للزوايا الأربع الجغرافية (الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط) أسوة بما هو موجود في مجالس المناطق ولكن بدلا من أن تكون رسمية بحضور أمراء المناطق والمحافظين يتم اقتصارها على لجنة أشبه ما تكون بالمجلس المحلي المنتخب وهي بدورها ترفع صوتها ومقترحاتها التي سمعتها من عموم المواطنات والمواطنين الذين يعاني أكثرهم من أزمات مع مواصلات أبنائه وبناته واليات الاستقدام والنظافة العامة ومع المدرسة والجامعة والقبول والتخصصات التي يجبرون عليها ومع تخرجهم بعد ذلك ومع شح الوظائف ومع تملك الوافدين للعصب التجاري والمافيا التي تظهر جليا للعيان ومع المستشفى والسرير والدواء والازدحام الخانق على الطريق وشركات التأمين ومع الراتب سريع الذوبان والتقاعد والخطوط الجوية وسكك الحديد ومع وسائل النقل ومع فراغ الشابات والشباب ومع تفشي الطلاق والعنف الأسري وعلى الطريق ومع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يريدون أن يكون لهم ممثلون يدلون بأصواتهم لتصل للجامعات وتقول لهم لماذا التباطؤ في تعيين المواطنين كأعضاء هيئة تدريس؟ ولماذا تفتحون تخصصات عقيمة؟ ولماذا مقاركم متناثرة ولماذا لا توجد مدرسة قريبة ولماذا أسعار المدارس الأهلية وزيارة الطبيب مرتفعة وأغلب مدرسيها ومستوصفاتها من المتعاقدين والمتعاقدات وأبناؤنا الخريجون والخريجات جالسون في البيوت وعيالنا يطقطقون على حراج التمور والرطب من سنة لأخرى؟ ولماذا الكتب الدراسية تأخرت للصف الثاني ثانوي وكلام كثير لا يتسع، وفي الختام لن يعجز الحالمون عن الحلول اذا أرادوا، وسلامتكم.