تفاقمت الصراعات داخل مختلف مكونات المعارضة الموريتانية، وظهرت الخلافات للعلن لأول مرة أمس الجمعة، بشكل لم يترك مجالاً للشك فيما سربته الخليج في وقت سابق حول عرقلة الخلافات لبرنامج المعارضة. ودعا أحمد ولد حمزة القيادي البارز في حزب التكتل، الذي يرأسه أحمد ولد داداه، إلى إجراء حوار بين المعارضة والمعارضة، قبل أي حوار مع السلطة، فيما قال الدبلوماسي المعارض بلال ولد ورزك إن مصداقية المعارضة على المحك بفعل الانقسام. وجاء ذلك خلال ندوة السلطة والمعارضة في دولة القانون، التي نظمتها مؤسسة المعارضة الديمقراطية (برتبة وزارة)، وانقسم الائتلاف الرئيسي للمعارضة بين مقاطع للندوة ومشارك فيها. واستغرب ولد ورزك أنه يحاضر في ندوة تنظمها مؤسسة للمعارضة ويرفض جزء من المعارضة الاعتراف بها، مؤكداً أن المعارضة أضاعت فرصاً تاريخية. أما الدكتور عبد السلام ولد حرمة، عضو رئاسة المعارضة المعتدلة، فقد أكد أن المعارضة الموريتانية في وضعية تلاش وانهيار، وفق تعبيره. وقال إن المعارضة اليوم أمام خيارين: أولهما العودة للفعل المؤثر في الساحة وخلق آلية فعالة لنقد ممارسات السلطة القائمة بصورة علمية، وليست انتقامية، والخيار الثاني هو واقع الحال بالنسبة اليوم، وهو استسلامها لمنطق الانقسام. وتزامناً استغرب الوزير السابق والقيادي في الأغلبية الحاكمة البكاي ولد عبد المالك رهان المعارضة على القوة في السعي لتغيير النظام، معتبراً أن بعض أحزاب المعارضة ما زال يعيش في لا وعيه مرحلة الرهان على القوة للحكم، مضيفاً أن الرهان عليها يعتبر مساندة للقوى الخارجية، وتحريضاً عليها. واعتبر أن بعض المعارضين يحاكم موريتانيا إلى خيالات في ذهنه، مضيفاً أن أبرز المشاكل التي تواجهها المعارضة الموريتانية اليوم، وتواجهها الديمقراطية هو عدم اعتراف بعض المعارضة بمؤسسة المعارضة.