×
محافظة المنطقة الشرقية

«لوياك» بحث الاستفادة من مرافق «هيئة الرياضة» في أنشطته

صورة الخبر

«من لا يحترم أنظمة وطنه لا يحترم نفسه ولا يستحق الاحترام».. عبارة قوية ومباشرة لأميرنا خالد الفيصل خلال إطلاقه حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) هذه هي الخلاصة أو الزبدة، وكما نقول (جاب من الآخر) فما أكثر الأنظمة في كل مجال، وما أروع مقاصدها إن كان في الحج أو في غيره تنظم الأعمال والحقوق والواجبات وشؤون المجتمع، كان يفترض أنها آتت أكلها في تشكيل أوسع للسلوك الحضاري الصحيح. في ذات العبارة القاطعة (مفتاح السر) لإصلاح أمورنا العامة منها والخاصة، فاحترام النفس هو الأصعب لكنه الأجدى، لأنه الخط المستقيم وأقصر طريق لتوازن الحقوق والواجبات، ضمن تعاليم ديننا الحنيف، وأنظمتنا وعادتنا وتقاليدنا. وإذا أردنا توسيع العدسة فإن احترام النفس يعني سجايا جميلة من النزاهة والمصداقية في الحياة قولا وعملا وعنوان كل ذلك (الحق أحق أن يتبع) إنها التقوى. المجتمعات المتقدمة عنوانها العام احترام أنظمة بلادها احتراما دقيقا وجميلا، يعجبنا ويبهرنا ونحترمه عندما نزورها، يعني الحياة عندهم (تمشي كالساعة)، من ذلك: المرور والنظافة وحق المشاة وذوو الاحتياجات الخاصة في الطريق والمواقف والمرافق، وحق سيارات الطوارئ ولا تهاون في ذلك ولا تبلد، والآداب العامة كالصوت المنخفض ولغة الحوار، وثقافة الحياة الإيجابية المحفزة واحترام الأنظمة. عندنا لا تخلو مشاهد الحياة اليومية من صور معاكسة، بعضها مخجل ومؤسف وبعضها خطر ومؤذ، ولا أدري لماذا يصر البعض على ذلك بسلوكيات غير نظامية ولا حضارية من الأساس. فالمخالفات كثيرة يوميا وفي هذا حدث ولا حرج، بدءا من إلقاء مخلفات في الشارع مرورا بفوضى الطرق والشارع نفسه، وأزمات مواقف وضعف خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة، وصولا إلى قضايا فساد الذمم. قبل أيام سلكت الخط السريع من جامعة الملك عبدالعزيز إلى الجنوب وبعد مسافة توقف السير تماما حتى خط الخدمة وحافة الطريق، بما يشير إلى وقوع حادث، وبالفعل بعد نحو عشرين دقيقة من الوقوف سمعنا (سفتي) سيارة إسعاف ونداء يطلب إفساح الطريق لكن هيهات، وما أن اقتربنا من المكان وجدنا سيارة مقلوبة والناس متجمهرة، بين من تركوا سياراتهم مكانها وانخرطوا في تفاصيل الحادث على طريقة الحكواتي، وبين من جلس (يبحلق) من سيارته متناسيا حق الطريق وخطورة عرقلة الطوارئ، وكالعادة كان الطريق بعد الموقع خاليا من السيارات! في حوادث الطرق تقع إصابات أو (لا سمح الله) خسائر في الأرواح، والمصاب يحتاج إلى سرعة إسعافه ونقله إلى أقرب مستشفى وربما نقل دم أو جراحة عاجلة، فهل التجمهر تصرف فيه ذرة عقل واحترام للأنظمة المرورية وللظرف الإنساني والطوارئ وحق الطريق؟! والسؤال هنا أيضا: هل هي مسؤولية المرور، بينما المرور نفسه يصل بصعوبة إن تورط وسط الحركة المتجمدة على الطريق!. إنه البلاء الكامن في مخالفة الأنظمة بكل أشكالها وكأنه الداء العضال، وإذا تجرأ المواطن على المخالفة دون عقاب فلا نلوم الآخرين. الحل أو العلاج لم يكن يوما بالكلام ولن يكون، وإنما بالعقوبة وتفعيل الأنظمة، فمن أمن العقاب أساء الأدب وغير المنضبط يخشى العقوبة أكثر من غيره، لأن من يحترم الأنظمة لا ينظر للعقوبة بقدر ما يرى احترامه لنفسه في الالتزام أولا، وفارق شاسع بين من يخاف ومن يحترم، فمتى نجد فضيلة الانضباط احتراما لأنظمة بلادنا، باحترام النفس في تطبيقها من أجل رقي وطننا الحبيب قلب الأمة، ومكانته ورسالته ومكتسباته لنا ولأولادنا جيلا بعد جيل.