مستحضرات التجميل ومواد التنظيف تحتوي على كميات هائلة من الجسيمات البلاستيكية الصغيرة التي تجد طريقها إلى الوسط المحيط ملوثة الحياة البحرية، وفقا لأحدث دراسة أميركية نشرت في مجلة «مارين بوليوشين بيوليتن» المتخصصة بالدراسات البحرية. وقالت الدراسة بأن نحو 100 ألف من «الخرز الميكروية» الصغيرة جدا التي يبلغ قطرها جزءا يسيرا من المليمتر يمكن أن تتسلل إلى الوسط المحيط عند استخدام كمية صغيرة من مستحضرات التجميل لدعك وتقشير الوجه مثلا. وقالت ايموجين نابر الباحثة بجامعة بلايموث البريطانية التي شاركت في الدراسة بأن «النتائج كانت صادمة فعلا بعد رصد كميات كبيرة من جسيمات البلاستيك الصغيرة جدا التي يبدو أنها موجودة في مستحضرات التجميل». وتوضع هذه الجسيمات البلاستيكية ضمن المواد التي تساعد على تشكيل حجم وقوام المستحضرات، ولشدة صغرها فإنها تمر بسهولة عبر منشآت معالجة الفضلات وتتسرب إلى البحار، ما يؤدي إلى تسرب 80 طنا من البلاستيك إلى المحيطات سنويا. وتوجد هذه الجسيمات البلاستيكية في منظفات اليد والصابون ومعجون الأسنان وصابون الحلاقة ومستحضرات الوقاية من أشعة الشمس والشامبو. وقد درس الباحثون تلك المستحضرات التي ذكر البلاستيك في ملصقات مكوناتها، واستخلصوا الجسيمات البلاستيكية الصغيرة بطرق تفريغ الهواء. وأظهرت التحاليل بالمجهر الإلكتروني أن عينة واحدة بسعة 150 ملليترا من المستحضر تحتوي على ما بين 137 ألفا و2.8 مليون من الجسيمات البلاستيكية. ويوجد في السوق البريطانية وحدها 80 نوعا من مستحضرات تقشير الوجه الحاوية على البلاستيك وقد أعلنت بعض الشركات المنتجة لها عن عزمها على التخلي عن البلاستيك في إنتاجها.