تحولت ميركل إلى محبوبة مواقع التواصل بعد قرار بلادها وقف إعادة طالبي اللجوء السوريين إلى دولة الوصول في الاتحاد الأوروبي. وفيما حظيت المستشارة بتأييد كبير من المغردين العرب، اتسمت ردود الفعل الألمانية بالانقسام الواضح. ماما ميركل، المستشارة الحنونة وأرجل من حكام العرب..أوصاف عجت بها وسائل التواصل الاجتماعي بمجرد إعلان ألمانيا تعليق العمل باتفاقية دبلن التي تنص على إعادة اللاجئين لأول دولة دخلوا عن طريقها إلى الاتحاد الأوروبي. وجاء هذا القرار بمثابة الهدية لطالبي اللجوء السوريين الذين لن يضطروا للعودة لأول دولة وصلوا إليها في الاتحاد. وتسبب القرار في موجة من الترحيب بموقف المستشارة الألمانية على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر صور جمعت بين عبارات بالألمانية والعربية، لاسيما وأن القرار تزامن مع تصريحات ميركل التي تعهدت فيها بعدم التسامح مع الهجمات التي تستهدف طالبي اللجوء في بلادها. ولم تغب روح الدعابة عن تعليقات المغردين على تويتر والذين تداولوا صورة لميركل بملابس النساء في الريف السوري. وبالغ بعض المغردين في تفسير القرار الألماني، معتبرين أنه بمثابة دعوة من ميركل للسوريين للسفر إلى ألمانيا. من ناحية أخرى، تنوعت ردود الفعل الألمانية وانقسمت بين مؤيدين للقرار وداعين لتنظيم العمل التطوعي لمساعدة اللاجئين، وبين آراء تنتقد التخبط في سياسة اللجوء في ألمانيا وترصد التأثيرات السلبية المحتملة على الوضع الاقتصادي في البلاد. وعلى صعيد زيادة الاعتداءات على طالبي اللجوء في ألمانيا، كتب وزير العدل هايكو ماس على تويتر: لا ينبغي أن نتسامح على الإطلاق مع تعرض أناس في بلادنا للتهديد أو للاعتداء. يجب أن ندافع بكل حسم عن دولة القانون. في الوقت نفسه انتشرت على تويتر وثيقة حول قيام مواطن سوري عام 1989 بتقديم تبرع للسفارة الألمانية في دمشق بألفي ليرة ، لدعم اللاجئين الذين اضطروا لمغادرة ما كان يعرف بألمانيا الشرقية وقتها. وأثارت هذه الوثيقة اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى البعض فيها أن التاريخ يعيد نفسه بطريقة غير متوقعة. كما انتقد بعض المغردين بعض الألفاظ المستخدمة في التعامل مع اللاجئين ومن بينها كلمة سيل اللاجئين، إذ انتقد أحد المغردين استخدام هذا التعبير من قبل الاتحاد المسيحي، الذي تنتمي إليه ميركل والذي كتب تغريدة على تويتر جاء فيها: توقعات بوصول أعداد طالبي اللجوء بحلول نهاية العام إلى 800 ألف شخص، سيل من اللاجئين من الصعب التعامل معه وجاء رد أحد المغردين على هذه التغريدة: عزيزي التحالف المسيحي، اللاجئون ليسوا سيلا ولكنهم بشر يحملون المخاوف والآمال. لكن هذا لم يمنع وجود تعليقات منتقدة لسياسة الحكومة الألمانية تجاه اللاجئين إذ رأى البعض أن سياسة تقسيم اللاجئين ليست فعالة. ورأت إحدى الصور على موقع تويتر أنه بدلا من إغلاق الحدود، تقوم الحكومات بتوزيع موجات اللاجئين بالعدل وهو ما يشبه قيام السباك بتوزيع الماء الزائد على البيوت بدلا من إغلاق مصدر الماء. وتحدث البعض عن تحول مدينة تلو الأخرى في ولاية هيسن، إلى مدينة من الخيام في إشارة إلى أماكن استقبال اللاجئين. كما علق أحد المغردين على خبر متعلق بارتفاع قياسي في معدلات المواليد في ألمانيا منذ عام 2002 قائلا: لا عجب في وصول معدلات المواليد في ألمانيا لأعلى مستوى منذ 2002، إذا كانت كل أسرة مهاجرة تنتج عشرة أطفال.