يبلغ كوكب المشتري الليلة أقرب موقع من الأرض خلال العام بمسافة تقدر بـ650 مليون كيلومتر، وتتكرر الظاهرة كل 13 شهراً، وهي الفترة التي تستغرقها الأرض لتدور حول الشمس بالنسبة للمشتري، وسوف يعود التقابل في 8 مارس من العام المقبل 2016، واعتبارا من الآن يمكن الرصد بسهولة كبيرة جدا، وذلك بالنظر الى الأفق الشرقي بداية الليل، حيث يظهر ملك الكواكب المشتري ساطعا بالبريق الملفت، ويفضل استخدام المنظار الثنائي العينية لرؤية الاقمار الأربعة التابعة للكوكب العملاق، والتي تشاهد من خلال تلسكوب صغير وهي تعبر أمام المشتري. ويشرق كوكب المشتري عند غروب الشمس ويصل أعلى نقطة في قبة السماء منتصف الليل ويغرب فجرا، وسوف يسطع أكثر من أي نجم آخر وهو ثاني ألمع كوكب بعد الزهرة، ويطلق عليه النجم العاجز؛ نظرا لحجمه الضخم ومكوناته الغازية، فلو تم دمج 80 كوكبا مثل المشتري في كرة واحدة سيكون عندها قادرا على إحداث تفاعلات نووية حرارية ليشتعل، إلا أن المشتري في حقيقته ليس ضخما كفاية ليضيء مثل النجوم. وفي سياق فلكي متصل، تعتزم وكالة الفضاء الأمريكية ناسا القيام برحلة استكشافية لاحد الاقمار التابعة للمشتري الذي يسمى (أوروبا)، حيث يعتقد العلماء وجود محيط مائي ضخم أسفل سطحه الثلجي، ومن خلال المتابعة المقبلة ستتم محاولة التأكد من حقيقة ذلك، فيما تبلغ تكلفة الاعداد للمهمة 100 مليون دولار، وترجيح ميزانية ناسا المقبلة بـ 18،5 مليار دولار للعام المالي 2016 التي تنتظر موافقة مجلس الشيوخ الامريكي (الكونغرس)، وسبق قبل ذلك رصد ما يعتقد أنه بخار ماء يتصاعد من القطب الجنوبي للقمر أوروبا.