×
محافظة مكة المكرمة

بالصور: استقبال حافل لبعثة التعاون بعد العودة بالنقاط الثلاث من جدة

صورة الخبر

لا أحب مطلقاً لعبة التوقعات، وأحاول ما استطعت الهروب منها إلا حين أقع في فخ المجاملة، ولذلك أسباب، أولاً: لأنني لا أرى فيها قيمة مهنية، وثانياً: لأن الرياضة وكرة القدم بالذات علمتنا دروساً كثيرة في فنونها وجنونها لكننا لا نريد أن نستوعب؛ وثالثاً: لأن التوقعات غالباً تكون مبنية على الميول، وقد كنت ولا زلت أسعى للهروب من هذه المصيدة. في اليومين الماضيين حاصرني بعض الزملاء من أجل الدخول في لعبة التوقعات لمباراة الغد المرتقبة بين الهلال والنصر وقد تمنعت لتلك الأسباب، وليقيني أنها مفتوحة على كل الاحتمالات؛ وليس لأن «الديربيات» لا تخضع لمقاييس كما يتوهم البعض، فهي مثلها مثل أي مباراة الفوز يدين فيها للأفضل غالباً، وقد كان ذلك طوال السنوات العشر الأخيرة على الأقل حيث فرض الهلال نفسه عليها؛ ولكن هذا الموسم يبدو النصر مختلفاً تماماً على كل الصعد، إذ بدا نداً قوياً للهلال، ينازعه الصدارة بل حتى الرغبة في تحقيق الدوري. تفكيري حيال المباراة لا يتجاوز التوقع بنتيجتها وحسب، بل حتى مجريات المباراة الفنية، وما قد يحدث داخل المستطيل الأخضر؛ إذ ينصب على تداعيات النتيجة، فالإثارة الحقيقية – في نظري – ليست في الملعب؛ وإنما خارجه، حيث أتصور حد اليقين بأن خسارة أحد طرفي المباراة ستفتح باباً مشرعاً لردود الأفعال السلبية، على مستوى إعلام وجماهير الناديين، ولن يسلم أحد، وخصوصاً المدرب الخاسر، وقد تابعنا شيئاً من ذلك حينما خسر الهلال من الرائد، وعندما تعادل النصر مع الاتفاق، وهما النتيجتان اللتان تسببتا في فقدان الفريقين للصدارة، حيث فتحت النيران على سامي الجابر، وعلى كارينيو. هذا ما فعلته نتيجة مباراتين دوريتين اعتياديتين فكيف بنتيجة «ديربي» العاصمة؛ حتماً سيكون لهيب الخسارة أسخن، وستكون ألسنة النيران أبعد بكثير؛ خصوصاً في وجود أحكام معلبة وجاهزة للاستخدام في حالتي الفوز والخسارة، وهنا الظلم بعينه إذ تقلب النتيجة النقد رأساً على عقب، ويتحول الأبيض إلى أسود في طرفة عين، وهو ما يحدث – بكل صراحة – في واقعنا الرياضي؛ وخصوصاً الإعلامي. البعض قد يتصور أن وضع سامي الجابر أهون بكثير من كارينيو باعتباره محصناً من النقد عند كثير من عشاقه إعلاميين كانوا أو جماهير، وهو ما يجعله في مأمن من تداعيات الخسارة إن حدثت على عكس مدرب النصر الأوروجوياني الذي سيكون في مرمى السهام المحتقنة من كل حدب وصوب، وهو تصور يجنح بعيداً عن الواقع، حيث أن الخسارة في حال نالها الهلال فقد تكون نهاية لشهر العسل بين سامي (المدرب) والهلاليين، في حين أن كارينيو لن يعيش ذات الوضع وإن زلزل النصراويون الأرض من تحت قدميه. يبقى وضع الخسارة للنصر أقوى على الفريق عموماً إن حدثت قياساً بالهلال من جهة أن الفريق «الأصفر» سيواجهه في أعقابها الاتحاد في جدة، بينما سيواجه الفريق «الأزرق» الشعلة في الخرج، وثمة فارق كبير بين المواجهتين، ما يعني أن النصر مهدد بضربتين قويتين في الرأس، في وقت مرجح وبقوة أن يداوي الهلال جراحه في حال أثخنت بنصال الخصم اللدود. كل تلك السيناريوهات قد تحدث في ظل تصوري أن حلبة «ديربي العاصمة» ستنتهي بسقوط أحد المتنافسين بالضربة القاضية، ولعلي نسيت مع سخونة انتظار النزال أن ثمة خياراً آخر هو التعادل ما قد ينهيه بمبدأ لا غالب ولا مغلوب!.