نشر الجيش اللبناني مساء الجمعة، صور مطلوبين يشتبه في ضلوعهما في "جرائم خطرة"، فيما أشارت وسائل إعلام إلى احتمال وجود علاقة لهما بالتفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية وأوقعا 25 قتيلا الثلاثاء، بينما قال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس السبت، إن نتائج فحوص الـ"DNA" أثبتت أن "معين أبو ضهر هو الانتحاري الأول بإنفجار السفارة الإيرانية في بيروت". وأبو ضهر شاب في العشرينيات من عمره، من أنصار الشيخ السلفي أحمد الأسير، الذي واجه الجيش اللبناني مع مناصريه في عبرا شرق صيدا قبل شهور وتوارى الأنظار بعد ذلك، من جهته، رأى رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد "أن الاعتداء الانتحاري المجرم على السفارة الايرانية في بيروت كانت رسالة إسرائيلية بأدوات تكفيرية هدفها ليس تدمير مبنى السفارة فحسب، بل تدمير الوحدة الوطنية والسلام الأهلي والاستقرار في أيضا". وقال في الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في ذكرى أسبوع حسن مرعي، الذي قتل في سوريا ببلدة جبشيت الجنوبية أمس: أما الذين يريدون تمزيق الأمة وإثارة الفتن وصرف الأنظار على الخطر الوجودي الذي يمثله العدو الإسرائيلي، فهؤلاء تدفعهم أحقادهم وجهالتهم للانتحار خدمة لأهداف الصهاينة من ورائهم، فيما أوضح عضو كتل "المستقبل" النائب خضر حبيب أن "مكان الخلل يكمن في أن حزب الله ضرب بعرض الحائط الدستور والقوانين وإرادة اللبنانيين وذهب إلى سوريا ويريد إنشاء دويلة داخل الدولة، داعيًا المجتمع الدولي الى "تحمل مسؤولياته لأن كل القرارات في طهران"، ولفت إلى أن "ما حصل في بئر حسن يشكل منعطفًا جديدًا، في السابق كانت توضع سيارات مفخخة في بعض المناطق، إنما ما شهدناه في بئر حسن عمليات انتحارية"، موضحا أنه "لا توجد قوة تستطيع ردع الانتحاري، ففي العراق لا الوجود الاميركي ولا المخابرات الايرانية استطاعت أن تمنع هذه الظاهرة"، وتخوف من استمرار العمليات الإنتحارية "حتى لو عاد حزب الله إلى رشده وعاد إلى لبنان ومد يده للفريق الآخر"، وقال: "إذا عاد حزب الله الآن من سوريا سيخفف الخسائر"، وشدد على أن "حزب الله ليس حزبا لبنانيا بل فصيل من الحرس الثوري الإيراني". من جهتها، نقلت صحيفة "وورلد تريبيون" الأميركية أمس عن مصادر لبنانية، إشارتها إلى أن "دبلوماسيين أميركيين بدأوا اتصالات مع سياسيين من "حزب الله" سرًا في بيروت، بخصوص استقرار الوضع في لبنان والحكومة المقبلة". وأوضحت المصادر للصحيفة أن "الولايات المتحدة ترسل وتتسلم رسائل من حزب الله عن طريق جهات ثالثة، وتم تكثيف الحوار على مدار الأسابيع القليلة الماضية"، وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء في تحالف "14 آذار" هم الذين أبلغوها بالحوار، غير أنهم رفضوا أن تنشر الصحيفة أسماءهم، لافتة إلى أن "الحوار الأميركي مع حزب الله يأتي في إطار توجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتقارب مع إيران".