×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة وافد عربي بصعقة كهربائية

صورة الخبر

أول ما ظهر التلفزيون في المملكة كانت بعض كبيرات السن من النساء يتحجبن أمامه بحجة أنه بالتأكيد يراهم مثل ما يرونه، بالرغم من أن تلفزيونات ذلك الزمان لم تكن إلا وسيلة لإيصال الصوت والصورة فقط، ولا تضاهي تلفزيونات اليوم التي أصبحت أكثر ذكاءً وحكمة. تخيل أنه مع زيادة ذكاء التلفزيونات تصبح قادرة على التجسس عليك وأنت في وسط دارك، فتلفزيونات هذه الأيام أصبحت تساعد على نقل المعلومة بشكل عكسي من المشاهد إلى أصحاب القنوات، بالإضافة إلى كونها أكثر تفاعلية من ذي قبل. وهذا ما حدث عندما كشفت شركة “إل جي” الكورية الجنوبية عن خلل في أجهزة التلفاز الذكية التي تصنعها مكنتها من جمع الكثير من المعلومات عن مستخدمي هذه الأجهزة وعادات المشاهدة بدون علمهم، لتكون بذلك هذه الأجهزة مصدر قلق على مستخدميها من فقدان خصوصيتهم داخل منازلهم. في التلفزيونات هناك وظيفة تتيح تجميع العديد من المعلومات حول القنوات التي يشاهدها مستخدمو الجهاز، فهي تخزن معلومات عن القنوات المشاهدة، ومدة المشاهدة ووقت التنقل من قناة لقناة، وأبرز البرامج التي شوهدت، وتستطيع الشركة من التحكم في هذه الوظيفة عن طريق إيقافها أو تشغيلها وذلك عبر التحديث المباشر إما من الإنترنت أو من الأقمار الصناعية. وما حدث مع "إل جي" هو أنها لم تعد قادرة على إيقاف تلك الوظيفة في الكثير من الأجهزة بسبب خلل فني، حيث كشف خبير تقني بريطاني عن هذا الخلل، حيث إن شركات إنتاج التلفاز تجمع المعلومات عن عادات المشاهدة، ومن ثم ترفع هذه المعلومات إلى خوادم الشركة سواءً عبر الأقمار الصناعية أو من أول اتصال لهذه الأجهزة بالإنترنت وذلك من دون موافقة مستخدم من هذه الأجهزة. تمكن هذه الوظيفة في التلفزيونات من منح الشركات المصنعة معلومات عن المشاهدة من أجل الاستفادة منها مالياً وذلك بتمكين الشركات المعلنة من الحصول عليها، حيث تتيح معلومات المشاهدة بعد تحليلها من القدرة على توجيه الإعلانات إلى بلد معين أو مدينة معينة بناءً على نوعية المشاهدة ودرجة الاهتمام، وتصل درجة تحليل المعلومات إلى تحديد وقت عرض الإعلان ولأي منطقة زمنية. كما أن هذه المعلومات تتيح للشركات المعلنة من تحديد المدة الزمنية لكل إعلان تجاري تقدمه، وأيضاً تحديد وقت بثه خلال الفاصل الإعلاني، ونوعية الإعلانات التي يشاهدها المتلقي ولا يغير القناة عندما تعرض على الشاشة. كما أن هذه الخاصية تتيح لأجهزة التلفزيونات الذكية من اقتراح توصيات للمشاهدين حول برامج وقنوات معينة لمتابعتها. واجهت الشركة الكورية الاتهامات باختراق خصوصية المستفيدين من أجهزتها، ووعدت بأنها ستصلح هذه الخلل التقني لمنع أجهزة التلفاز من إرسال أي معلومات. يوماً بعد آخر تزيد درجة ذكاء التلفزيونات لتصبح أكثر قدرة على فهم المتلقي، وتختلف أجهزة التلفاز عن بقية الأجهزة في كونها موجودة في كل منزل تقريباً، وهذا يؤدي إلى قدرات تجسسيه هائلة من الممكن استغلالها في جمع معلومات أكثر عن ما يدور داخل المنازل. فماذا لو امتلكت التلفزيونات حواس البشر كالسمع والنظر والشم، فكم ستكون حجم المعلومات لدى الشركات المصنعة للأجهزة، المعلومات بالتأكيد ستكون ثروة هائلة لهذه الشركات تستطيع الاستفادة منها في أمور تجسسيه غير ما صنعت من أجله.