قلل مختصون في التمويل، من أهمية دراسات الجدوى الاقتصادية التي يحرص طالبو التمويل من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتقديمها، كوثيقة لإقناع الجهات الممولة، مع ما يكتنف إعدادها من مبالغ باهظة تستنزف جيوب المبتدئين في دخول عالم الأعمال، بمشروعات ابتدائية صغيرة ومتوسطة. وشدد متعاملون على قطاع التمويل على فكرة المشروع، والعناية بدراسته من قبل المتخصصين، ورصد تجارب الممارسة، وصقل الفكرة بدراسات ميدانية، والاهتمام بالتدريب، والعناية باختيار العمالة المؤهلة للعمل، مع المتابعة، والتخطيط والادارة الجيدة، أسباب تقود بعون الله أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة الراغبين في التمويل إلى تحقيق النجاح لمشروعاتهم. دراسات الجدوى وفقا لمتخصصين يجب ألا تكون حجر عثرة، ولازمة من لوازم اختيار أي مشروع من قبل شابات وشباب الأعمال كونها جزئية من حلقات أهم. ولا أدل من تقليل أهمية الجدوى من أن متخصصين في التمويل اتفقوا على الخطأ الفادح الذي وقعت فيه شابة الأعمال بمكة المكرمة ريم هوساوي بصرفها نصف مليون ريال لإعداد دراسة جدوى اقتصادية كلفتها سحب نسبة كبيرة من ميزانية المشروع التعليمي الذي تنوي تنفيذه. وقال ثامر الفايز متخصص في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة « ليس من الضروري إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية بمبالغ مرتفعة لكن الأهم خبرات العميل ودرايته بأحوال السوق وآلية الانتاج وطرق التسويق واهتمامه بالتطوير، مرددا المثل الدارج « فكرة الرأس أفضل من القرطاس». وأضاف «جهات التمويل ليست مكاتب للضمان ولكنها مراكز تبحث عن الجدية والمعرفة والمهنية والخبرة «. فواز خياط مختص في التمويل عبر برنامج كفالة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، قال «لا أرى أهمية لشغل اهتمام أصحاب التمويل بالعناية القصوى لإعداد دراسات الجدوى خاصة الدراسات المكلفة التي تلتهم رأس المال، لكن الأهم خبرات العميل وجديته في الحصول على التميل لغرض بناء مؤسسة ناجحة». من جانبه اعتبر رئيس برنامج كفالة في صندوق التنمية السعودي أسامة المبارك، أن مشروع صاحب التمويل ربما لا يحتاج إلى دراسات بالشكل الذي يكفل صاحب المنشأة، لكنه يحتاج الاعتماد على النفس، وعلى الجهات المتخصصة التي تكتفي بهامش ربحي معقول مع تقليل مبلغ القرض والاستفادة من الشراكات والخبرات. واختصر المبارك الطريق أمام الراغبين في التمويل بعبارة « أقطف شوكك بيدك كناية على التأكيد على الخبرات والمعرفة بأسرار المشروع. ومن واقع تجربته نصح شاب الأعمال هاشم محمد، شباب الأعمال بعدم تكليف أنفسهم دراسات بمبالغ عالية جدا، بعضها ربما يلتهم ثلث الميزانية المخصصة للمشروع.