×
محافظة المنطقة الشرقية

توقيف صحافيين فرنسيين للاشتباه بمحاولتهما «ابتـزاز» العاهل المغربي

صورة الخبر

ثلاثة زعماء جدد من إفريقيا والمنطقة العربية وآسيا، تسلموا السلطة في بلاد كانت على حافة الهاوية أو تكاد، لكنهم نجحوا في عكس مسار الأمور ووقف الفوضى والتفكك والانهيار، وفي تعزيز هيبة الدولة واستعادة الاستقرار والثقة. أقدمهم هو رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يكمل الشهر القادم عامه الأول في الحكم. ورث العبادي من سلفه نوري المالكي وطناً غارقاً في العنف والدماء والحروب الطائفية والفساد ومهدد بالتقسيم. بادر العبادي بفتح ملفات الفساد السابقة والحالية وأظهر إرادة حازمة في التصدي للعنف الطائفي وواجه بفعالية إرهاب داعش، ودعا للتحقيق في هزائم الموصل والأنبار. وشملت إصلاحاته أيضاً إلغاء مناصب نواب رئيس الوزراء الثلاثة والمخصصات الاستثنائية، وقرر إبعاد المناصب العليا، عن المحاصصة الطائفية. تمكن خلال مدة قصيرة من إعادة الأمل والثقة للعراقيين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم وأعراقهم، وقام بمبادرات جريئة لموازنة العلاقات مع إيران، في الوقت الذي سعى فيه لإعادة اكتساب ثقة المحيط العربي بعد التجربة المريرة لسلفه المالكي. الثاني هو الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، وهو خبير اقتصادي تولى السلطة في سبتمبر/أيلول الماضي وعلى عكس خلفه حامد قرضاي المتواضع القدرات والذي نصبته أمريكا بعد الإطاحة بحكومة طالبان، فإن غني رجل متعلم صاحب رؤية، وقد اعتبرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية الشهيرة في عام 2010 من ضمن أهم مئة مفكّر في العالم. ويعتبر غني شخصية جدية وصارمة في قراراتها، وصريحة لا تجامل، وبرزت قدراته القيادية حتى قبل تسلمه السلطة عندما رفض منافسه عبدالله عبدالله الاعتراف بفوزه في الانتخابات، وقدم غني اقتراح حكومة اقتسام السلطة لتسوية الأزمة. دعا في خطاب تنصيبه إلى إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان لوقف الحرب وإراقة الدماء ونجح بعد أشهر عديدة في إقناع الحركة المتمردة بالجلوس على مائدة التفاوض. استند إلى خلفيته الأكاديمية وخبرته العملية في البنك الدولي في مواجهة تحدي بناء الاقتصاد الأفغاني وقام بجولات دبلوماسية شملت الصين والسعودية وباكستان والولايات المتحدة لحشد الدعم الدولي لعمليات إعادة إعمار البلد الذي دمرته الحروب. الزعيم الثالث والأحدث في سلسلة قادة الإصلاح هو رئيس نيجيريا محمد بخاري. وهو جنرال سابق قاد انقلاباً في عام 1983 وحكم البلاد لمدة عامين، انخرط بعدهما في مجال السياسة وانتظر 30 عاماً قبل أن يعود للرئاسة في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في نيجيريا. تعهد في خطاب تنصيبه بالقضاء على جماعة "بوكو حرام" التي لا عقل لها ولا دين، ومعالجة مشكلات الاقتصاد وفي مقدمتها الفساد ونضوب الاحتياطي الأجنبي وانخفاض إيرادات النفط. المثير للاهتمام في أمر الزعماء الثلاثة أنهم جاءوا للسلطة عبر عملية ديمقراطية يحرسها برلمان حقيقي، قوي وفعال، بعدما ظل التغيير ولسنوات طوال يتم عبر منقذين انقلابيين أو زعماء جماعات متمردة، يستحوذون على سلطة الحكم ثم يلتصقون بها التصاقاً ويتحولون بعد سنوات قليلة إلى مشكلة ترزح الشعوب تحت وطأتها وتسعى للخلاص. shiraz982003@yahoo.com