شكّل الهبوط الكبير لسوق المال السعودي، والذي تجاوز أكثر من 550 نقطة خلال الأيام القليلة الماضية مادة دسمة للنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وانشغل بعضهم بتوجيه انتقادات واسعة النطاق للقائمين على إدارة السوق فيما ظل بعض أعين المغردين من المتداولين تحبس الدمع بين جفنيها حسرة على المبالغ الطائلة التي ذهبت مع رياح الإعصار المالي التي هبت مع افتتاح أول أيام الأسبوع. متداولون -رجالاً ونساءً- عبّروا بموجز الكلام عن حسرتهم في السوق بعبارات بعضها كان بذيئًا، وأخرى تحسّست اللياقة وآداب الحديث، وإن كان بعضها جاء بالكلمات قليلة إلاّ أنها حملت أوجاع قائلها. وفي خضم هذه الأحاديث المكلومة انبرت بعض العبارات التي لم تفقد الأمل، وربطت نبضات قلوبهما بنبضات شاشة تداول الأسهم التي اتّخذوها نافذة يطلون منها على ما يجري في السوق، عسى أن يعاود أدراجه قبل نهاية الأسبوع. وغرد مَن رمز لنفسه بـ»ابن السعودية» ملقيًا باللائمة على البنوك قائلاً «البنوك عمومًا اللاعب المحترف في سوق الأسهم، يملكون أدوات احترافية لمعرفة اتجاه السوق، وهم من تسبب في تدني أسعار الأسهم، والجهات المعنية تعرف من ضخ كميات كبيرة للبيع. كما غرّد أبو محمد قائلاً: هناك تسييل محافظ!! (إنه التسييل). يجب أن يخرج مسؤول ويهدّئ من روعه المستثمرين بينما غرّد من أطلق على نفسه «زائر» السوق متدهور بشكل غير مبرر يوجد مشكلة كبيرة نتمنى من رئيس هيئة سوق المال ووزير المالية تصريحًا. أجواء الحزن التي سيطرت على قاعات سوق المال قبل أن تنتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن لتسود، لولا هبوط الأسواق العالمية التي أبت إلاّ أن تمر مرور الكرام، وتبث بسمومها على البورصة في جميع بلدان المنطقة العربية، بما فيها المملكة العربية السعودية، حيث غرّد فارس التركي قائلاً ليس فقط سوق الأسهم السعودي، وإنّما كل الأسواق العالمية تعاني الآن من موجة هبوط عنيفة وقاسية. كما غرّد مَن رمز لنفسه باسم «الحقيقة» هذا اسمه «انهيار» فلا تقولوا هبوط وتراجع أسعار النفط تتهاوى، وأسعار بتروكيماويات تتهاوى، والقادم أسوأ. وغرّد رياض الحمدان: «السيولة تهرب من جميع أسواق الأسهم، وليس من السوق السعودي فقط؛ بسبب تسييل المحافظ الجبري، ومن كان يتمنى هبوط الأسعار لم يتوقع مثل هذا الهبوط، وقال وائل المسند في تويته على حسابه بموقع تويتر «سوق الأسهم».. الجنازة واحدة والمشيِّعون كُثر. وغرد الدكتور ناصر العمر: «ندعو للمتضررين من هبوط الأسهم أن يعوضهم الله خيرًا، ويغنيهم بحلاله عن حرامه ومتشابهه، ويرزقهم الوعي بالمخاطر التي ربما جنت عليهم وعلى من يعولون. ويجمع عدد من المغرّدين على أن السبب الرئيس الذي يقف وراء الخسارة التي لحقت بأسواق الأسهم هو القلق والخوف من التداعيات التي خلفتها أزمة الإيوان الصيني، إلى جانب الهبوط المستمر في أسعار النفط. وقال المغرّد فهد الدغيثر ثلاثة عوامل مهمّة وراء تدهور بورصات العالم بطء النمو في الصين، وتردد الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة وهبوط أسعار النفط، وتابعه عصام الزامل هبوط حاد لمؤشر سوق الأسهم السعودي بأكثر من 5%. الله يعوض على الجميع.