عقد أحد المواطنين على امرأة كانت ميزتها الوحيدة أنها (مركبة) طقم أسنان ذهب عيار 24 قيراط، وقبل أن يدخل بها حدث أن سقطت تلك المرأة من مكان مرتفع فسقطت كل أسنانها الذهبية وقبل أن تفيق من صدمتها وجدت أن من ملك عليها قام بتطليقها محتجا بأنها ستدخل عليه بخسارة!! وهذه ليست طرفة بل واقعة حدثت من عشرات السنين رواها لي أحد الأصدقاء عن أحد ظرفاء قريتهم. وتعد هذه الحكاية من حكايات الظرفاء البخلاء أو الجشعين أو أي تصنيف يمكن إلحاقه بالقصة، ولو أننا تتبعنا كثيرا من الحكايات الحديثة فسوف نخرج بكتاب قيم يفوق (في إضحاكه) كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي. هذا المواطن الذي روى لي الحكاية السابقة يصنف أيضا من جماعة (هات إيدك) وهي جماعة أشيع في المجتمع بخلها وتقتيرها على نفسها، وقصة (هات إيدك) مستجلبة من التراث حيث روت القصة أن أحد البخلاء سقط في حفرة وأقبل الناس لانتشاله منها، وكلما صاح به أحدهم: هات إيدك بقي الرجل في مكانه لا يتحرك، حتى إذ أقبل شخص يعرفه تمام المعرفة فصاح به: خذ يدي فتلقفها ذلك الساقط بداخل الحفرة على الفور وبهذه الطريقة تم إنقاذه.. والتفت المنقذ للناس المتجمهرة قائلا لهم: مثل هذا لا تقولوا له هات يدك بل قولوا له خذ يدي.!! وأخبار مضحكة ترد يوميا من شخصيات أعجب ما يمكن أن يقال عنها إنها متفردة في غبائها أو بخلها أو ظرفها أو حماقتها، وهي شخصيات جالبة للضحك أو الدهشة. ومتابعة مثل هذه الحكايات تستخدمه الصحف كوسيلة جذب أو إدهاش ففي هذه الجريدة – ومنذ زمن سابق - نشرت خبرا نص على أن مواطنا طلق زوجته بسبب إجرائها عملية (الزائدة الدودية) دون علمه. فقد عقد أحد الشباب قرانه على فتاة وفي زيارته الأولى لعروسه لاحظ عليها علامات تعب وإرهاق، ما دفعه لسؤالها عن السبب، فأخبرته بأنها خضعت لعملية استئصال (الزائدة الدودية) ولا زالت تعاني من آثارها، ولم يتمالك الزوج نفسه وغادر منزل أسرتها ملوحا بطلاقها. وسبب اتخاذه هذا القرار الغريب محتجا أنه خدع من قبل أهل زوجته الذين أخفوا عنه أن ابنتهم «ناقصة» كما يعتقد (هذا أولا)، وأنها (معدية) ثانيا مشيرا إلى أنه لا يريد انتقال استئصال الزائدة الدودية إلى أبنائه، باعتبارها مرضا وراثيا. وأصر على قرار الطلاق رافضا كل المبررات التي اعتبرها أعذارا «متأخرة». ولو كانت المسألة تقف على دودة لكان على المصلحين حمل كل الدود المتواجد بالبلد وتعويض العريس النادم عله يزف مجبور الخاطر. وأعتقد أن مثل هذه الحادثة بروفة جيدة لكل شابة تخشى (من تنسيم) رأس زوجها وما عليها سوى إجراء عملية استئصال الدودة الزائدة وفي الحالتين سوف تكون رابحة لأنها تخلصت من دودتين زائدتين. ويبدو أن صاحبنا مفوت (خالص) وشبيه تماما (بتفويت) ذاك الرجل الذي ذهب للعزاء وبينما هو جالس سأله الذي بجواره :ع...زيت فرد على الفور: لا على الديزل. وما أكثر من هم (على الديزل) و(مسوين) زحمة في الشوارع وفي الحياة.