أكد الرئيس أوباما إن هزيمة "داعش" في سوريا لن تكون ممكنة إلا بعد ترك الرئيس بشار الأسد للسلطة. بيد أن رئيس الوزراء البريطاني بدا أكثر تساهلا، إذ قال إن بلاده ستقبل ببقاء الأسد في السلطة لفترة انتقالية ليست بطويلة. واعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما اليوم الثلثاء (29 سبتمبر/ أيلول 2015) أن هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا لن يكون ممكنا إلا بعد أن يترك الرئيس السوري بشار الأسد السلطة. وقال أوباما أمام قمة مكافحة الإرهاب التي تضم مائة من قادة الدول وتعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة "في سوريا، هزيمة تنظيم "داعش" تتطلب زعيما جديدا". ورفضت روسيا المشاركة في القمة التي دعت إليها الولايات المتحدة وأرسلت دبلوماسيا عاديا للاجتماع الذي يستعرض نتائج الحملة المستمرة منذ عام ضد تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا. كما لم تتم دعوة إيران لحضور القمة وقال أوباما إن دول العالم ستحتاج إلى مواصلة الكفاح طويل الأمد ضد تنظيم "داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة العنيفة من خلال هزيمتها، ليس فقط في ساحة المعركة ولكن أيضا في المجال الأيديولوجي الخاص بهم. وأضاف أوباما أن الأيديولوجية عميقة الجذور الخاصة "بداعش" يجب أن يتم تفكيكها، موضحا أنها نتجت عن مشكلات منهجية موجودة منذ عقود في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتابع "حتى لو تمكنا من القضاء على كوادر قيادة هذا التنظيم، سيظل لدينا بعض من هذه القوات تعمل". ومع ذلك، قال أوباما إنه متفائل أنه من خلال العمل معا لمحاربة التنظيم عسكريا، وقطع تمويلها، وبناء مجتمعات قوية وتشويه دعايتهم على الإنترنت، يمكن لدول العالم هزيمة التطرف. وقال أوباما الثلاثاء إن تنظيم "داعش" خسر ثلث الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وانه "تم عزله" عن جميع المناطق الحدودية تقريبا مع تركيا. إلا أنه أضاف أن العمل العسكري وحده لن ينجح، وأن على التحالف معالجة الظروف التي ساهمت في زيادة التطرف الإسلامي. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده ستقبل ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لفترة انتقالية لكن ليس لمدة طويلة. وقال كاميرون لشبكة سي.بي.إس التلفزيونية "ما تقوله أمريكا.. وأوافق عليه.. هو أننا بحاجة لفترة انتقالية.. لكن الواضح هنا أنه بانتهاء هذه الفترة لا ينبغي أن يكون الأسد رئيسا لسوريا". وقال كاميرون "هذا الأمر لن يفلح لأنك لن تتمكن من هزيمة تنظيم "داعش" إذا ظل هذا الشخص يدير البلد. الأسد يمثل أحد أهم العوامل لانضمام العناصر إلى "داعش" . وأضاف كاميرون "حتى الآن المشكلة هي أن روسيا وإيران لا تفكران في سوريا بدون الأسد"، مضيفا أنه سيعمل مع أي بلد من أجل هزيمة التنظيم الإرهابي. وتأتي قمة مكافحة الإرهاب بعد عام من تعهد اوباما في اجتماع الأمم المتحدة العام الماضي بالقضاء على تنظيم "داعش" ودعوته للدول إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة في هذه الحملة. كما تأتي في وقت اتفقت فيه روسيا والولايات المتحدة على البحث عن حل دبلوماسي للحرب الأهلية السورية لكنهما اختلفتا بشأن السؤال المحوري الخاص ببقاء الأسد في السلطة.