الضربة القاضية التي تلقتها جماعة الإخوان في مصر يوم 30 يونيو وحبس قياداتها، تؤشر على انتهاء التنظيم الدولي سياسيا، واليوم يشهد التنظيم أفولا وانحساراً، نتيجة عدة متغيرات أصابته في مقتل، أولها: أن جماعة الإخوان تمت تعريتها أمام الرأي العام العالمي بانكشاف علاقتها وعملها العلني مع نظم مخابرات أمريكية وأوروبية. ثانيا: التجربة المخابراتية العالمية التي حدثت مع تنظيم القاعدة من دعمه وتوفير شرعية شعبية له حتى يصل للحكم في أفغانستان قد انتهت بأحداث 11سبتمبر التي هي صناعة مخابراتية في الأساس، ولم تصل القاعدة للحكم وصار مجرد فكرة رجعية مضادة، وهذا ما سوف ينطبق على مسيرة التنظيم الدولي للإخوان، والآن فإن الدعم الذي يلقاه التنظيم من أجهزة المخابرات لا يكفي لاستمراره أو حفاظه على مصادر قوته لعاملين أساسيين، أولهما أنه وصل للحكم فعلا وفشل فشلا ذريعاً، وثانياً لأنه فقد القاعدة الشعبية التي كان يمكن أن يستند إليها. فالشعب المصري في 30 يونيو أصدر حكما بالإعدام السياسي ونفذه ضد جماعة الإخوان، وهذا الحكم الشعبي الذي صدر بالقاهرة صدر أيضا ضد التنظيم الدولي في العالم، باعتباره تنظيماً خائناً وعميلا لأجهزة المخابرات، فالإخوان الذين يفاخرون بوجود أذرعهم في 80 دولة تم إعدامهم سياسيا، ولن يصعد أي إخواني للسلطة في أي دولة يتواجدون فيها، حتى في تونس سينحسر وجودهم فيها استنادا إلى غبائهم السياسي وضعف قدراتهم التنظيمية على عكس ما كان يتم تضخيمه إعلاميا حول قدراتهم التنظيمية. ولعل السيناريو الأقرب لمصير التنظيم الدولي، هو دخوله مرحلة فقدان التوازن ثم الخروج الكبير من التاريخ، فلن يتصدر التنظيم صدارة المشهد مرة أخرى لا في مصر ولا أية دولة في العالم. والحكم القادم في مصر، لن يسمح بتكرار مأساة الرئيس أنور السادات في دعمه للإخوان، فالحكومة قد استفادت من التجربة، كما أنه لم تعد ورقة الإعلام التي تستخدمها المخابرات العالمية في دعم التنظيم، ذات تأثير كبير فى الشارع، بعد أن انكشف التنظيم كجماعة إرهابية مجرمة. وفي تقديري فإن ما قد يراه البعض من استمرار تظاهرات الإخوان ليس دليلا على قوة التنظيم، بل دليل ضعف التنظيم وخروجه النهائي من المشهد، فهذه المظاهرات تهدف لتشتيت الرأي العام العالمي، وللانتقام من اجتثاثهم من الفضاء السياسي، وتطبيق قانون مكافحة الإرهاب ضدهم وسن قوانين بإعدام كل المتورطين في جرائم قتل وهذا كفيل بمحوهم من الخارطة نهائيا. * أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس