سرعة أرسنال في الثنائيات والتحولات أثناء الهجمة الواحدة هي كلمة السر.. جيرو عند نقطة الجزاء، سانشيز داخل المنطقة علي الرواق الأيسر، أوزيل خارج المنطقة صانعاً رأس مثلث.. وفجأة بلا مقدمات تجد جيرو جناحاً أيسر، سانشيز أمام المرمي مباشرة وبجواره أوزيل ومن خلفهما كازورلا الذي عادة ما يكون هو صاحب التمريرة الأخيرة. ودعونا لا ننسي أن هناك رامسي وبيليرين كذلك خارج المنطقة متحفزيّن تماماً للانقضاض علي الكرة الثانية.. ولكن.. كوكلين وحيداً.. دعونا نتوقف عند تلك النقطة كما توقف أمامها رودجرز وقرر الاستفادة منها.. فكيف جاءت المواجهة المرتقبة بين الكبيرين في الاختبار الأول لكليهما هذا الموسم؟ -- البعض من جماهير ليفربول يجزم أن الأيرلندي الشمالي سيتخلى عن عناده التكتيكي هذا الموسم لأن منصبه أصبح في خطر داهم، بينما علي الناحية الأخري يزداد سخط مشجعي المدفعجية علي الفرنسي العجوز أرسين فينجر موسمًا بعد أخر لعدم تطور الفريق علي يديه في العِقد الأخير.. الخسارة برباعية كانت محصلة رحلة ليفربول الأخيرة لملعب الإمارات.. هزيمة كانت سبباً رئيسياً في كتابة سطر النهاية لموسم حزين أنهاه ليفربول في المركز السادس فاقداً لمقعده في دوري الأبطال.. إذن أرسنال يدخل مباراته هذه المرة بدفعة معنوية كبيرة تدعمها النتيجة الأخيرة.. ولكن ليفربول كذلك في صدارة جدول الترتيب مسجلاً العلامة الكاملة من مباراتين حتي الآن.. فكيف جهز كلا منهما أوراقه للمباراة؟ وجد رودجرز ضالته التكتيكية المفقودة في المباريات الكبري، فيما دخل فينجر بشكله المعتاد.. الصورة التالية توضح الرسم التكتيكي للفريقين.. كيف تفوق ليفربول منذ البداية؟ أدرك برندان رودجرز طبيعة خصمه جيداً.. فريق يحب الاستحواذ علي الكرة ويملك العديد من مفاتيح اللعب الهجومية التي تتبادل مواقعها باستمرار بحسب سير اللعب.. رامسي ليس جناحاً، هو ذلك اللاعب المساند للهجوم الذي يتحرك من الطرف للعمق للسيطرة علي الكرة الثانية ومن ثَمَ إعادة بناء الهجمة وكذلك لإفساح المجال أمام الظهير بيليرين للزيادة الهجومية.. أوزيل وسانشيز ليسا مجرد صانع لعب وجناحاً أخر، هما فعلياً مهاجميّن بدلاً من جيرو الذي يخرج بالمدافعين للجانب الأيسر من هجوم أرسنال ويتحول كازورلا بناء علي تلك المنظومة الهجومية لمركز صانع الألعاب تاركاً كوكلين وحيداً كلاعب ارتكاز.. كوكلين وحيداً.. دعونا نتوقف عند تلك النقطة كما توقف أمامها رودجرز، بيليرين متقدماً وكوكلين وحيداً يغطي المساحة الناشئة خلف الظهير الإسباني أو ليتراجع فيما بين قلبي الدفاع إن تحول شامبرز لتغطية الظهير المتقدم عند ارتداد الهجمة.. إذن كل ما تحتاجه لضرب الفريق اللندني هو ثلاثي قوي في وسط الملعب يمتاز بالضغط واستخلاص الكرة، علي أن يكون أمامهم لاعباً مهارياً علي الرواق الأيسر يَكْفُل تواجده منع بيليرين من التقدم أو الإستفادة من تقدمه إن حدث.. يدعمهم جميعاً محطة هجومية يمكن الاعتماد عليه في السيطرة علي الكرة وسحب الفريق للمناطق الهجوميّة، وكذلك ساعد هجوم علي الطرف الأيمن يمكنه العمل كلاعب وسط رابع أو مهاجم ثان.. تفوق ليفربول تماماً وعزل خطوط أرسنال عن بعضها البعض خلال النصف الأول من اللقاء.. جيرو وحيداً ومن خلفه ثلاثي لا يهاجم ولا يدافع إلا قليلاً، فيما كان كازورلا غائباً عن المساندة في الاتجاهين لقلة حيلته بدنياً أمام جيمس ميلنر وإيمري كان.. وبكل تأكيد لولا براعة بتر تشك وفدائية فرانسيس كوكلين لما آلت نتيجة ذلك الشوط إلي التعادل السلبي.. لماذا استسلم رودجرز للنهاية؟ اكتفي الأيرلندي بما قدمه فريقه في الشوط الأول ولربما شعر بأن الحظ لن يحالفه في التسجيل.. في نفس الوقت زاد المدفعجية من الضغط الهجومي كماً وكَيْفًا من الجانب الأيسر أمام ناثانيل كلاين ومن قبله ميلنر فيما لم يعد فيرمينو قادرًا علي تقديم نفس الأداء البدني الذي قدمه في الشوط الأول، وهو ما يعد مقبولاً بالنظر إلي أنها مباراته الأولي بشكل أساسي في البطولة الإنجليزية.. تغييرات رودجرز وإن كانت منطقية شكلاً ولكنها لم تكن كذلك مضموناً.. الشاب أيب ومن بعده المراهق روسيتر كانا خارج السياق تماماً.. أيب لو قدم المنتظر منه لكان قادرًا علي استغلال اندفاع أرسنال الهجومي من الناحية اليسري وخلق الخطورة اللازمة لإيقاف تقدم مونريال وكازورلا ومن ثم زيادتهما العددية مع أوزيل وسانشيز علي كلاين وميلنر.. تدخل أرسين فينجر ودفع بوالكوت بدلاً من جيرو وهو ما خلق أريحية كبيرة لمدافعي الريدز علي مستوي الالتحامات والكرات الهوائية.. ثم تدخل مرة ثانية واستبدل بطل الشوط الأول كوكلين باللاعب الواعد تشامبرلين بعد انتهاء كوتينيو بدنياً وتحولت طريقة لعب أرسنال إلي 4-1-4-1 حيث أصبح كازورلا لاعب الارتكاز الوحيد فيما انضم رامسي لأوزيل خلف والكوت ومن يسارهم التشيلي سانشيز.. نقص العناصر المتاحة من لاعبي الوسط القادرين علي الاستحواذ وتدوير الكرة في دكة بدلاء ليفربول أجبر رودجرز علي الاستسلام للأمر الواقع والدفاع حتي الرمق الأخير وهو ما ظهر واضحاً بإخراج كوتينيو وإشراك الظهير الأيسر مورينو في مركز الجناح.. وتبقي الحقيقة المجردة واضحة تماماً.. بعد ثلاث مباريات متباينة المستوي يظهر بوضوح أن ليفربول هذا الموسم أكثر انضباطاً حتي الآن.. الوافدان الجديدان جوميز وكلاين يعطيان صرامة دفاعية كبيرة تؤدي بشكل ما إلي تألق قلبي الدفاع وتركيزهما في المهام الأساسية الخاصة بمركز كلا منهما وهو عكس ما كان يحدث في الموسمين السابقين تحديداً.. اندماج فيرمينو، ثبات مستوي كوتينيو، جاهزية ماركوفيتش ولالانا مع باقي البدلاء، وأخيراً عودة دانييل ستوريدچ.. كل ما سبق سوف يؤدي حتماً إلي النهاية المرجوة.. -- لاعب عجوز.. راتبه كبير.. لن يقدم الجديد.. جاء ليفرض شروطه علينا.. لا نحتاجه.. لدينا من هم أفضل منه....... الاتهامات والأقاويل السابقة بعضاً مما طال عملية انضمام جيمس ميلنر لليفربول.. اللاعب الذي نصبه براندان رودجرز نائباً للقائد التزم الصمت تماماً قبل أن يرتدي شارة قيادة الريدز التاريخية في مباراته الرسمية الثالثة ومنتزعاً معها البطولة المطلقة من بين لاعبي الفريقين في لقاء التعادل السلبي الذي شهده ملعب الإمارات بين أرسنال وليفربول.. Twitter: @ahmednaguibgad