تعتبر المجالس البلدية في مختلف مسمياتها في العالم ذات أهمية كبرى لما لها من ارتباط وثيق في حياة المواطن، ومن هنا تنطلق أهمية العمل البلدي، لذلك رأت وزارة الشؤون البلدية والقروية أن تقوم بسن نظام جديد يتضمن رسم الخطط والبرامج لتطوير المجالس البلدية، حتى يلبي رغبات المواطنين ويحقق تطلعاتهم، وكان هناك دور كبير لها في السابق لتفعيل أداء البلديات، والرفع من قدراتها حتى تتمكن من تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها. نحن الآن نعيش أجواء الدورة الثالثة من انتخابات أعضاء المجالس البلدية، بنظام جديد استحدثت فيه كثير من التعديلات التطويرية للعملية الانتخابية، والتي أقرها مؤخراً نظام المجالس البلدية الجديد، والذي سيتم العمل بموجبه خلال هذه الدورة من عمل المجالس البلدية، بما في ذلك الانتخابات المتعلقة بتشكيلها. ومن أبرز هذه التحديثات التي أرساها النظام الجديد رفع نسبة أعضاء المجالس البلدية المنتخبين من النصف إلى الثلثين، وخفض سن القيد للناخب من 21 عاماً إلى 18 عاماً، والحدث الأهم هو فتح باب مشاركة المرأة كناخب ومرشح، ليمثل ذلك تحولاً كبيراً في المجالس البلدية، من خلال منافستها على الفوز بعضوية المجلس البلدي في جميع مناطق المملكة. العملية الانتخابية تمر بأربع مراحل.. وأعداد المراكز تتناسب مع عدد الناخبين المواطنون يشاركون في صنع القرار وتأتي أهمية انتخابات أعضاء المجالس البلدية من خلال مشاركة المواطنين للأجهزة الحكومية في إدارة الخدمات البلدية والمساهمة في تفعيلها، وتعد هذه المشاركة عاملاً مساعداً في دعم القرار الحكومي بما يحقق مصلحة المواطنين، إضافة إلى ذلك فإن هذه المشاركة تجعل المواطنين في موقع المسؤولية المشتركة مع الجهات الرسمية، وهذا يزيد من مستوى الوعي والمبادرة لدى المواطنين. وتعتبر انتخابات أعضاء المجالس البلدية للمواطنين فرصة للمشاركة في صنع القرار، وهذا لا يأتي إلا من خلال اختيار المرشحين أصحاب الكفاءة والخبرة لإدارة الشؤون المحلية والخدمات البلدية، ويقوم مفهوم الانتخابات بصفة عامة على إدلاء مجموعة من المواطنين تتوافر فيهم الشروط اللازمة لممارسة حق الانتخاب بأصواتهم لصالح المرشحين الذي يحظون بتأييدهم، ضمن عملية منظمة وفق أنظمة الاقتراع المعتمدة. ويتناسب عدد المراكز في كل منطقة مع أعدد المواطنين مع أعداد المواطنين، حيث كثفت وزارة الشؤون البلدية والقروية من عدد المراكز الانتخابية التي خصصتها اللجنة العامة للانتخابات البلدية ليوم الاقتراع والتي تبلغ 1263 مركزاً انتخابياً، منها 424 مركزا انتخابيا مخصصا للنساء، وأيضاً خصصت اللجنة العامة لانتخابات المجالس البلدية 250 مركزا انتخابيا احتياطا للضرورة. مراحل العملية الانتخابية قيد الناخبين: تعتبر فترة قيد الناخبين هي المرحلة الأولى لعملية إجراء الانتخابات وتستمر هذه المرحلة لمدة (21) يوماً، وفي هذه الفترة يتم حصر وتسجيل من تنطبق عليهم شروط الانتخاب في سجلات مخصصة تسمى جداول قيد الناخبين، ويتم فيها قيد الناخبين خلال المدة المحددة في مراكز الانتخاب التي يتم إنشاؤها في نطاق المجلس البلدي، ويتم بعد انتهاء مدة القيد إصدار جداول قيد الناخبين ونشرها لمدة محددة وبالشكل الذي يتيح الاطلاع عليها ويفتح مجال الطعن والتصحيح فيها، وتعد مرحلة قيد الناخبين بالنسبة للمواطن المتوافرة فيه الشروط اختيارية وليست إلزامية، ومن يفقد فرصة القيد في المدة المحددة لا يحق له الترشح أو الاقتراع في يوم التصويت. تسجيل المرشحين: وللمرة الأولى تتميز المرحلة الثالثة في انتخابات المجالس البلية بتزامن عملية قيد الناخبين مع تسجيل المرشحين التي ستبدأ في تاريخ 15/11/1436ه وتستمر لمدة (17) يوماً، إذ لابد لممارسة حق الترشح أن يكون طالب الترشيح مقيداً في جداول قيد الناخبين، وسيكون الترشح خلال الفترة المحددة ووفق إجراءات معينة تسبق إصدار قوائم المرشحين ونشرها في الدوائر الانتخابية بما يتيح الاطلاع عليها، ويفتح باب الطعن والتصحيح فيها ثم تنشر بشكلها النهائي. حملات المرشحين: وتعتبر هذه المرحلة قبل الأخيرة، وتبدأ في تاريخ 17/2/1437ه بعد نشر القوائم النهائية لأسماء المرشحين وتستمر لمدة (12) يوماً، حيث يفتح المجال للمرشحين المقبولين لبدء حملاتهم الانتخابية وتعريف الناخبين بهم وببرامجهم الانتخابية وأفكارهم وتطلعاتهم وخططهم المستقبلية، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يبدأ أي مرشح حملته الانتخابية أو الإعلان عن ترشيح نفسه قبل إعلان القوائم النهائية لأسماء المرشحين، ولهذه الحملات أهمية بالنسبة للمرشحين وللناخبين في آن واحد، فهي تعطي الفرصة للناخب ليقرر من هو المرشح الأنسب الذي يرى فيه العناصر التي تجعله صالحاً لعضوية المجلس البلدي، ومن ناحية أخرى فهي فرصة لقيام المرشح بإيصال رسالته للناخبين وتعريفهم بنفسه للحصول على تأييدهم له يوم الاقتراع. الاقتراع النهائي: ونصل هنا الى المرحلة الأخيرة في انتخابات المجالس البلدية والتي ستكون في تاريخ 1/3/1437ه، حيث تعد عملية الاقتراع من أهم المحاور في العملية الانتخابية، فكل المراحل التي مضت كانت تهيئة للناخب للوصول ليوم الاقتراع، فالناخبون في هذا اليوم يدلون بأصواتهم ويختارون مرشحيهم وفق الإجراءات المعتمدة، وفي كل مراكز الانتخاب في المملكة التي تم قيدهم فيها.