×
محافظة المدينة المنورة

20 مليون ريال لنزع ملكية عقارات لصالح مشاريع بلدية بالمدينة المنورة

صورة الخبر

مَنَّ الله سبحانه وتعالى على بلادنا في هذا الأسبوع بأمطار غزيرة قلَّما أتتنا مثلها في السنوات الفائتة، استطاعت هذه الأمطار أن تمنح جميع المعنيين خطاباً كُتب بصيغة أدبية راقية يتضمن كثيراً من الإحصائيات الدقيقة عن مَواطن خلل في أماكن متعددة، فبينما ثبت أن بعض شبكات تصريف المياه غير قادرة على مواجهة مثل هذه الأمطار فإنَّ رصف كثير من الشوارع هو الآخر رديء، بحيث لا يخلو الطريق الواحد من كثير من الحفر، بل لا أُبدي سراً حين أقول إنَّ الأمر وصل إلى انهيارات في بعض الشوارع أدت إلى وجود حفر عميقة غاية في الخطورة على السيارات، كل ذلك يهون حينما نعرف أنَّ مطارين رائعين كمطار الملك خالد في الرياض ومطار الملك فهد في المنطقة الشرقية لم يسلما من دخول الماء إليهما، في حين لم يتجاوز افتتاح هذا الأخير الخمسة عشر عاماً، في إشارة واضحة الدلالة على عدم التزام المقاولين بالمواصفات والمقاييس المطلوبة حين الإنشاء، ويبقى أثر كل هذه الانهيارات على درجة أهميته وخطورته أدنى بكثير مما قد نال بيوت الفقراء التي لم تسعفها أسقفها ولا حيطانها لتكون أفضل بكثير من العراء، بيوت غرقت بالماء بأهلها الذين لا يملكون سوى الاستنجاد بالجمعيات الخيرية وبالمحسنين بعد الله سبحانه وتعالى. بيوت الصفيح المتهالكة هي منازل لا تضمن أدنى درجات الأمان، وتشترك معها بيوت الطين القديمة التي مازالت موجودة في كثير من المناطق، تلك البيوت هي لفقراء عادةً ما تحاول الجمعيات الخيرية مساعدتهم بما تستطيع، ولكن يبقى الأمر فوق مستوى تلك الجمعيات، فتكاليف منح مساكن بديلة أو صيانة ما هو قديم إلى ما يجعله قابلاً للسكن يمثل تكلفة باهظة جداً، خاصة إذا ما أدركنا التضخم العقاري الفلكي في حال الرغبة في البناء، كل ذلك يجعلني أعتقد أنه لا حل منطقياً لهذه المشكلة إلَّا بوجود خطة دعم حكومية خاصة فقط بالمساكن غير الصالحة للسكن، بحيث تستطيع إنهاء معاناة هذه الشريحة من المجتمع، التي تعيش تحت خط الفقر، حياة لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع ما حبا الله سبحانه وتعالى بلادنا به من خير ونعمة. إنَّ تشكيل لجنة لدراسة أوضاع المساكن المتهالكة للفقراء والمعسرين والعمل على توفير البديل المناسب هو أمر غاية في الأهمية، ولا أظن أنَّ الجمعيات الخيرية عموماً قادرة على القيام بمشروع ضخم كهذا، نعم بإمكانها والمحسنين المساهمة في الأمر، أما التعويل فقط عليها فلا أظنه كافياً، لذا فلا مناص للمعنيين لاسيما في وزارة الإسكان من عمل شيء ربما يصح تسميته بخطة إنقاذ قادرة على إنهاء هذه الظاهرة على مدى غير طويل، كل الدعاء لهم بالتوفيق والسداد.