في مكان العمل حيث المجتمع الصغير المغلق على عدد من العاملين تعاني الغالبية العظمى فيه مشكلات ناجمة عن الاحتكاك اليومي المستمر مع الأشخاص أنفسهم الذين تتباين شخصياتهم طبقاً لنوع ومستوى البيئة التي نشأوا فيها.. ومع تفاقم المشكلات في مجال العمل قرر عدد من علماء الاجتماع بحث هذه الظاهرة من خلال دراسة قام بها أحد مكاتب التوظيف في العاصمة البريطانية حول شكاوى العاملين في المؤسسات والشركات، التي توصلت إلى أن هناك موظفاً بين كل ثلاثة موظفين يعاني مشكلات بينه وبين الزملاء في مكان العمل. من المشكلات التي يعانيها الموظفون في أماكن العمل رفض البعض منهم تقديم خدمات للزملاء الآخرين وغضب البعض الآخر من أجهزة الكمبيوتر التي يعملون عليها وحنقهم عليها الذي قد يتخذ شكل قذف الجهاز بأي أداة في متناول اليد أو توجيه الشتائم إليه بصوت مرتفع، إضافة إلى مشكلات تعطل الهاتف التي لا تنتهي حتى إنه أصبح من الطبيعي أن يستمع الموظف أثناء عمله إلى موظفين آخرين يطلقون السباب أثناء حديثهم بصوت مرتفع إلى الهاتف. ينتج من تلك المشكلات التي يعانيها الكثيرون في أماكن العمل حدوث ضوضاء شديدة تثير أعصاب البعض وقد تصيب البعض الآخر بالتوتر الشديد الذي ينتهي إلى شعور بالثورة على كل شيء. أوضحت الدراسة أن أكثر مشكلات العمل سوءا هي افتقاد روح التعاون بين بعضهم الأمر الذي يزيد من صعوبة إنجاز المهام التي يتطلبها العمل، إضافة إلى إهمال تنظيف المكاتب على نحو مستمر وعدم الاهتمام الكافي بما يوجد فوق المكاتب من أوراق وملفات مهمة موضوعة مكانها لفترات طويلة. توصلت الدراسة إلى أن ظروف العمل غير المواتية تنجم عنها حالة من العداء بين زملاء الحجرة الواحدة تمنع وجود روح التعاون الضرورية لتسهيل إنجاز العمل المطلوب، كما تمنع بناء صداقات بين زملاء العمل الواحد تساعد على تلطيف جو العمل وإشاعة البهجة في ساعاته الطويلة المملة، لذلك فإن أسعد الموظفين هم الذين يتخذون من زملائهم أصدقاء لهم. همس الكلام: لا شيء يتحقق وأنت مسرع .. كن صبوراً.