×
محافظة المنطقة الشرقية

ميلنر: لم أندم على ترك مانشستر سيتي

صورة الخبر

تواصل المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية (نوى) مساعيها لاستعادة النهضة الموسيقية العربية في فلسطين. وكشف الباحث في نوى، نادر جلال، خلال بحثه الذي استمر خمس سنوات، أن فلسطين شهدت نهضة موسيقية عربية كبيرة قد قطعتها نكبة 1948. وبين أنه -بخلاف ما يشاع أحيانا- لم تكن مجرد مزار للفنانين العرب الذين أحيوا حفلاتهم فيها، بل كانت مركزا مهما للموسيقى العربية. كما يستدل من هذا البحث -الذي عرضه بالصوت والصورة ضمن محاضرات في المدن الفلسطينية بعنوان أصواتنا المفقودة- على أن الموسيقيّين الفلسطينيين تركوا أثرا واضحا على مشهد الموسيقى العربية ما بعد النكبة. تسجيلات موسيقية ويشمل البحث تسجيلات لموسيقى وأغان لموسيقيين ومغنين فلسطينيين بلغ عددهم نحو ستين موسيقيا، عدا المؤلفين والمنتجين. من هؤلاء الموسيقيين: إلياس عوض ومحمد غازي وصبري الشريف ورجب الأكحل، ويحيى اللبابيدي من عكا الذي لحن أغنية يا ريتني طير لفريد الأطرش. كذلك يحيى السعودي ورياض البندك ويوسف البدوي وميري عكاوي ورجاء الحيفاوية، وإلياس سحاب وهو أول من درّب فيروز على الغناء بحسب البحث. وروحي الخماش الذي أنتجت له نوى ألبوم موشحات عام 2011 بعنوان هنا القدس1، وحاز على المرتبة الأولى لجائزة فلسطين للتميز والإبداع فئة المشروع المتميز عام 2014. وردا على سؤال الجزيرة نت، يشير الباحث إلى أن كثيرا من الموسيقيين الفلسطينيين درس في معهد فؤاد الأول في القاهرة، مستذكرا قول الفنان الراحل محمد عبد المطلب بأنه اشتهر في مصر بعدما غنى في فلسطين. جذب الموسيقيين ويتفق مع جلال المؤرخُ البروفسور مصطفى كبها، الذي يؤكد أن المدن الفلسطينية -خاصة يافا والقدس وحيفا- شكلّت نقطة جذب للموسيقيين العرب، لموقعها الجغرافي بين سوريا ومصر، ولعرض نتاجاتهم وتقديم حفلاتهم. ومن هؤلاء: منيرة المهدية وسامي الشوا وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب. كما يتطابق كبها وجلال في تقييم دور المدارس الأهلية في النهضة الموسيقية، ودور إذاعة هنا القدس -الإذاعة الأولى في فلسطين- وإذاعة الشرق الأدنى، بالتعريف بموسيقيّين ومغنّين عرب كثر إلى جانب دور ابتكار الأسطوانات منذ مطلع القرن العشرين. ويلفتان لسعة انتشار الإذاعتين وبلوغ ترددهما تركيا، لافتا إلى أن تكريس كل منهما ساعات لبث الموسيقى والغناء يوميا يعكس غنى الذائقة الموسيقية في فلسطين. ويستدل من البحث أن فلسطين كانت جسرا ثقافيا بين الشام ومصر، وهواها الموسيقي مصري وشامي. كما كانت مسارحها وإستديوهاتها مزارا مهما لكبار المغنين والموسيقيين العرب لتسجيل أسطواناتهم وتقديم عروضهم الحية. بعد النكبة وبعد النكبة، تشتت الموسيقيون الفلسطينيون والعرب الذين أقاموا وعملوا في فلسطين كحال الفلسطينيين عموما. ويستذكر الباحث أن قسما كبيرا منهم لم يعزف على آلته الموسيقية بعد عام 1948، أما القسم الآخر فساهم في نهضة المشروع الموسيقي في المهجر بعد انقطاع المشروع النهضوي الفني في فلسطين جراء النكبة. ومن أبرز هؤلاء: الموسيقي الفلسطيني صبري شريف الذي لعب دورا مهما في لبنان، وبالذات في المدرسة الرحبانية، وهذا ما يبينه فيلم صبري الوثائقي للمخرجة فرح شيا. ومنهم أيضا الموسيقي محمد غازي الذي لعب هو الآخر دورا في مسيرة الرحابنة، وقد عرضت جمعية الثقافة العربية في حيفا فيلمين عن حياتهما الأسبوع الماضي. ويؤكد جلال على ضرورة استعادة هذه الذاكرة الفنية وإيصالها للجيل الحالي لردم الفجوة المعرفية ووصل ما قطع، خاصة بين جيل الرواد والجيل الحالي والأجيال القادمة. الغناء الشعبي ويدعو لإعادة الفرع الموسيقي الفلسطيني للأصل العربي، وإعادة الاعتبار لرواد موسيقيين في فلسطين، ويشدد على وجود موسيقى عربية فيها. وإلى لجانب الاهتمام بالغناء الشعبي التراثي في فلسطين، يشير جلال لأهمية الثقافة الموسيقية في المدينة التي ما زالت بحاجة لجمعها. ولذا يعمل جلال اليوم -من خلال نوى- على استعادة مؤلفات موسيقية أنتجت في فلسطين، وإعادة إحيائها بواسطة فرق موسيقية من طرفي الخط الأخضر. ويضيف نحن في بداية الطريق وملفات كثيرة بحاجة لتحقيق، و تعمل نوى على استكمالها وإحيائها بمستوى جيد ويليق بالفنانين. مذكرا أيضا بكنوز موسيقية استولت عليها الإذاعة الإسرائيلية بعد النكبة.