تراجع اليوان بشكل لافت خلال تعاملات أمس متأثراً بالهبوط الحاد في سوق الأسهم والذي ترك أثراً واضحاً على أسواق السلع والعملات. ومحت الأسهم الصينية مكاسبها المحققة خلال عام 2015 بعد الهبوط الحاد الذي تعرضت له، مع بداية تعاملات اليوم في ظل مخاوف من تباطؤ لنمو ثاني أكبر اقتصاد عالمي. يأتي هذا بعدما هبط مؤشر بورصة شنغهاى المركب بقرابة 8.5%، وهو ما أثر بالتبعية على تحرك باقي البورصات الآسيوية، لاسيما في اليابان وهونج كونج. ومن المعلوم أن أسواق العملات تأثرت سلباً منذ خطوة المركزي الصيني المفاجئة في الحادي عشر من أغسطس/آب، بخفض السعر المرجعي أو الاسترشادي لتداول العملة المحلية أمام الدولار 1.9%. وأتى هبوط اليوان على الرغم من تحديد البنك السعر المرجعي عند 6.3862، وبارتفاع طفيف مقارنة باليوم السابق عند 6.3864. وبلغ الدولار أمام اليوان 6.4029 في التعاملات الفورية، بينما قفز في تعاملات الأفشور الدولية فوق مستوى 6.515، وهو أعلى مستوى منذ 12 أغسطس/آب، قبل أن يقلص تراجعه إلى 6.507. و قال مجلس الدولة الصيني، أمس، إن الصين ستطرح برنامجاً تجريبياً يسمح للمزارعين باستخدام أراضيهم وممتلكاتهم كضمان للقروض. وقال إن هذه الخطوة تهدف إلى تعميق الإصلاح المالي وزيادة الدعم المالي للمزارعين. وحتى الآن يواجه المزارعون صعوبة في الحصول على قروض لزيادة حجم مزارعهم أو الاستثمار في مشروعات ريفية. ضعف الين يسمح له بالتعافي أوضح رويال بنك أوف سكوتلاند أن ارتفاع الين وسط التراجع الذي يحدث في أنحاء آسيا جاء بدعم من تراجعه 30% منذ عام 2012، وهو ما جعله ضعيفاً للغاية، بحيث لم يستطع التراجع أكثر بعد خفض الصين قيمة عملتها. وقالت وكالة بلومبرج إن الين هو العملة الوحيدة في آسيا التي ارتفعت بعد القرار المفاجئ للصين بشأن خفض قيمة اليوان الذي اتخذته في الحادي عشر من الشهر الجاري. في حين تراجع الرنجيت الماليزي والروبية الإندونيسية أمام الدولار إلى أدنى مستوياتهما منذ الأزمة المالية الآسيوية عام 1998، كما انخفضت العملات الإقليمية الأخرى بدءاً من تايلاند وحتى كوريا الجنوبية إلى مستويات متدنية. هذا وانخفض الين الياباني أكثر من 30% مقابل الدولار الأمريكي منذ تولي رئيس الوزراء شينزو آبي السلطة مع خطط لإنعاش الاقتصاد من خلال التيسير الكمي. وقال منصور محيي الدين كبير محللي الأسواق الآسيوية لدى رويال بنك أوف سكوتلاند جروب إنه على الرغم من التعرض الكبير للاقتصاد الياباني بالنسبة للصين، إلّا أن المستويات المنخفضة للغاية بالفعل للين سمحت له بالتعافي في حين انخفضت عملات إقليمية أخرى مثل الوون الكوري على خلفية التوقعات الضعيفة لليوان.