×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جدة تفعل تطبيقا على الأجهزة الذكية للتفاعل مع الانتخابات البلدية

صورة الخبر

تقف على مفرق الطرق، لتحسب المسافة بين الموهبة والمنطق، هناك تدور في رأسك كل تلك النصائح التي لا تنتهي، بعضها يشدك نحو ما تحب، وبعضها الآخر يحذرك من المستقبل والفشل وصعوبة الحصول على وظيفة، إلى آخر ما في الحياة من مخاوف، ربما تكون كفيلة بإحباط شاب وجعله حبيس التردد، وربما يقرر الآخرون نيابة عنك، لكن في النهاية أنت من يدفع الثمن، سواء كنت المخطئ أم كانوا هم الشماعات التي سوف تعلق عليها أخطاءك لترتاح من محاسبة نفسك. وفي التحقيق التالي نستعرض صوراً مختلفة لاختيار التخصص الجامعي. أحياناً يكون الحصول على الأشياء ببساطة نقمة على البعض أكثر من كونه نعمة، وهذا ما نشعر به ونحن نتعرف على تفاصيل حكاية الشاب طالب جليلاتي، الذي كان يحق له الاحتفاظ بكرسي في الجامعة كون والده مدرساً جامعياً حسب قوانين بلده الأم، وهذا يعني أن له الحق في اختيار التخصص الذي يريده بغض النظر عن المجموع الذي سوف يحصل عليه، ويقول: كانت دراسة هندسة المعلومات الاختصاص الأكثر إغراءً بالنسبة لأي طالب حينها تبعاً لسوق العمل، ولهذا اخترتها ولقيت التشجيع من الأهل رغم أنها لا تناسب ميولي وشخصيتي، لعلهم كانوا يعتقدون أن الأهم ضمان الجانب العملي لمستقبلي، لكن المشكلة أنني لم أكن أستفيد من دراستي لها، بل كنت أدرس لأنجح وأحصل على الشهادة فقط، ما جعلني أرفض العمل بشهادتي لأني لن أنجح في هذا المجال، والمشكلة الأخرى التي واجهتني عدم وجود فرصة لي في مجال العمل الذي أحب وهو توزيع الأغاني رغم شغفي بالأمر، فالجميع يصدم عند رؤية تخصصي الدراسي في السيرة الذاتية ويستبعدني من خيارات العمل، ويضيف أنه قرر أن يبدأ من جديد ويسافر ليدرس التخصص الذي يحبه حتى لا يضيع المزيد من السنوات جالساً ينتظر أن يعمل ما يحب. وبعد تخرج نادية محررة صحفية بسنوات قررت أن تعود إلى مقاعد الجامعة لتدرس الصحافة وتحمل شهادتها، رغم أنها تعمل في الصحافة، وتقول: كنت مولعة بالصحافة منذ البداية، لكني اكتشفت الأمر بعد دخولي الجامعة ودراستي للأدب الإنجليزي، حيث بدأت حينها بالعمل في الصحافة إلى جانب الدراسة، واكتشفت أنني أجد نفسي بها حقاً، أما عن السبب الذي دفعها لدراستها على الرغم من أنها تعمل فيها بالفعل فتوضح أنها لم تكن راضية عن شعورها بافتقاد الشهادة الأكاديمية، خاصة أن العمل في بعض الأماكن يشترط وجودها، بالإضافة إلى أنها لم تجد أي صعوبة في دراستها كونها تتفرغ لشهر أو شهرين في كل عام خلال امتحاناتها، إضافة إلى استفادتها من خبرتها العملية في الإلمام بالجانب النظري للامتحانات. وفي حكاية أخرى نجد الظروف لعبت دورها في حياة رامي قرّا، موظف تنفيذي مبيعات حيث حالت العلامات التي حصل عليها في الثانوية العامة دون وجوده في التخصص الذي يريد وهو الإعلام، وهنا اقترح الأهل سفره للخارج ليدرس الطب، لكنه رفض الأمر لأن شهادته الثانوية كانت أدبية وليست علمية ما يجعله بعيداً عن التخصص الذي يدرسه، ويقول:رضخت للأمر الواقع ودرست الأدب الإنجليزي الذي كان متاحاً لي، رغم أن أهلي كان بإمكانهم دعمي لأدرس الفرع الذي أحب في جامعة خاصة من دون تضييع الوقت، وعوضت عن هذا بالعمل في الإعلام أثناء الدراسة، لكن بعد قدومي إلى الإمارات بدأت أصطدم بصعوبة إيجاد فرصة عمل في هذا المجال لكون شهادتي بعيدة عنه، فغالباً تكون الأولوية لأصحاب التخصص. لكن عندما تكون الرؤيا واضحة عند الطالب منذ البداية، تختلف الصورة تماماً، فيجد نفسه قادراً على إقناع الجميع بأهمية قراره حتى وإن كان الأهل يرون أنه ليس في مصلحته، حسب مريم علي، خريجة فنون جميلة، حيث آمنت منذ البداية بأن موهبتها الفنية طريقها الأمثل للتميز الدراسي والمهني، رغم أن الكثيرين من الطلبة الموهوبين فنياً، لم يستطيعوا إقناع أهاليهم بدراسة هذا التخصص، كون الأهل ينظرون إليه على أنه عنوان لمستقبل غير مضمون وليس مستقراً، ولا يمكن الارتباط بوظيفة جيدة، وهذا مع حدث مع إحدى صديقاتها التي كانت تشعر بأنها بعيدة عن التخصص الذي تدرسه لأنها تهوى الفن وتبدع فيه، ولكنها اضطرت لدراسة الأدب الإنجليزي نزولاً عند رغبة والدها الذي كان يرى أن الفن مجرد موهبة ولا يمكن أن يعتمد عليه في المستقبل، وعن تخطيطها لحياتها المهنية بعد التخرج، تقول: لدي الكثير من الاحتمالات، فيمكنني أن أعمل كمعلمة للفنون في إحدى المدارس، أو منسقة في إحدى الدوائر الحكومية المعنية بالثقافة والفنون، أو يمكنني اكمال الدراسات وأكون أستاذة فنون في الجامعة، هذا بغض النظر عن إبداعي الشخصي وتركيزي على المعارض التي بدأت العمل بها فعلاً منذ كنت في الجامعة، فأنا مميزة بالأشغال اليدوية، وأحب أن أعمل على فكرة المجسمات، التي اعتمدت في تشكيلها على فكرة إعادة التدوير في معارض عدة، كان منها مشروع التخرج الذي قدمته بعنوان (طبيعة بحجم زجاجة). أما عن الدور الذي يلعبه الأهل في تحديد التخصص الجامعي للأبناء، فيرى عبد الرحمن عادل خريج علاقات عامة أنه لم يعد للأهل سطوة على قرارات الأبناء كما هو الحال في الماضي، ويقول: بالتأكيد ما زالت المهن الأرستقراطية التقليدية التي كانت تسيطر في الماضي عالقة في أمنيات الكثير من الأهالي إلى حد بعيد، لكن العلاقات تغيرت وأساليب التربية المقترنة بالوعي جعلت أمر الخيار يخرج من أيدي الأهل، نادراً ما نسمع اليوم عن طلبة أجبرهم الأهل على دراسة فرع معين، أما عن التخصص الذي اختاره بنفسه فيوضح أنه كان يهوى تصميم الغرافيك، لكنه اختار دراسة العلاقات العامة التي كانت المجال الأفضل بالنسبة لميوله، كونها تساعده في الحصول على العمل الذي يحب، وعن رأي الأهل يذكر أن أهله كانوا يفضلون له دراسة إدارة الأعمال، لكنه استطاع إقناعهم بصواب قراره من خلال العمل الذي بدأ به قبل أن يدخل الجامعة، وأخيراً يضيف أنه يعمل اليوم في مجال الإعلانات التي استطاع أن يجمع فيها ما بين ميوله وخبراته ليقدم أفكاراً مميزة تقربه من النجاح كل مرة. تدرك جامعة الشارقة منذ نشأتها أهمية أن يكون لها دور واضح وفعال في مساعدة الطلبة المقبلين على الالتحاق بالجامعة في تطوير خطط تعليمية هادفة وفي تحديد أهدافهم وفهم خياراتهم، ومساعدتهم على إدراك أن مسؤولية اتخاذ القرارات بشأن اختيار تخصصاتهم المناسبة هي مسؤوليتهم هم، و شعارها دائماً نساعدكم على اتخاذ قراركم. وبحسب صالح النعيمي، نائب مدير وحدة التوجيه الأكاديمي واستقطاب الطلبة في جامعة الشارقة، تتولى الوحدة المسؤولية الكاملة عن تطوير واستدامة وتحسين إدارة استقطاب الطلبة والتوجيه الأكاديمي في جامعة الشارقة باعتبار ذلك جزءاً من الخطة الاستراتيجية للجامعة، وتقوم بتطوير وتفعيل عملية التخطيط المستمر للاستقطاب، والتي يعتبر من أهم أهدافها ضمان تعريف المدارس والمدرسين والطلبة والمجتمع بشكل عام بالتخصصات المتوافرة والمطلوبة في سوق العمل في الإمارات والمنطقة وطبيعة الحياة الطلابية في الجامعة، ويتحقق ذلك من خلال تنفيذ برامج مجتمعية مُحْكمة تشتمل على زيارات ميدانية للمدارس والمشاركة في المعارض التعليمية المختلفة المحلية والدولية التي تعنى بالطلبة، وكذلك إقامة يوم مفتوح سنوي في حرم الجامعة تدعو فيه طلبة المدارس الحكومية والخاصة بالدولة وأسرهم بهدف تعريفهم بالتخصصات المطروحة بالجامعة وربطها بسوق العمل، إضافة إلى عقد جلسات تعريفية جماعية أو حوارات شخص لشخص وأغلب الأحيان بوجود أفراد الأسرة لمساعدتهم على اختيار التخصصات المناسبة لأبنائهم حسب ميولهم ورغباتهم وقدراتهم. ويوضح أن الوحدة تتبع أيضاً تسهيلات تفاعلية على الإنترنت، كما أن الجامعة قامت بتصميم برنامج على تطبيقات الهواتف الذكية، أشرف عليها مختصون لمساعدة الطلبة على اختيار تخصصاتهم المناسبة من خلال عدد من الأسئلة السريعة والتي وضعت بعناية ومن خلال دراسة علمية تراعي الفروق الفردية والميول والمهارات الفردية لكل طالب، ويقول: أنصح جميع الطلبة بالدخول إلى هذا التطبيق الذي صممته الجامعة باللغتين العربية والإنجليزية لمساعدتهم على تحديد التخصص الملائم وهو (IBecome)، ويمكن تحميله من خلال App) Store) أو (Google Play). حقائق وأرقام عن نشاط وحدة الاستقطاب والتوجيه في جامعة الشارقة بالأرقام يقول صالح النعيمي، نائب المدير: عدد المدارس التي قمنا بزيارتها خلال العام الدراسي 2014 2015 بهدف تعريف الطلبة ومساعدتهم على اختيار المناسب والإجابة عن استفساراتهم 60 مدرسة حكومية وخاصة، بينما عدد المدارس التي زارت جامعة الشارقة خلال العام الدراسي 2014 2015 بهدف تعريف الطلبة وإرشادهم ومساعدتهم على اختيار المناسب والإجابة عن استفساراتهم 108 مدارس حكومية وخاصة. وبلغ عدد المعارض التعليمية المحلية والدولية التي شاركت فيها الوحدة بهدف تعريف وإرشاد الطلبة ومساعدتهم على اختيار المناسب والإجابة عن استفساراتهم 13 معرضاً، فيما بلغ مجموع الطلاب الذين التقيناهم بهدف تعريفهم ومساعدتهم على اختيار التخصص المناسب والإجابة عن استفساراتهم خلال العام الدراسي 2014 2015 (17253) طالباً وطالبة.