نظام الأسد مسؤول عن كل ما يدور في سوريا بعد خيانته لوطنه والأمة العربية بالسماح للتوغل الإيراني في المنطقة وتسليح ميليشيا حزب الله.. هذا الاختراق الإيراني للعالم العربي ما كان ليكون لولا تواطؤ نظام الأسد مع إيران.. وهو النظام الذي كان يفاخر بتطبيق المبادئ القومية البعثية ويصف الأنظمة غير المؤيدة له بالرجعية.. المحزن الآن هو أن هذا النظام يصدّر الفوضى إلى لبنان لإدخال المنطقة كلها في حالة ضياع، وهو متهم بظهور القوى الداعشية حالياً.. ومع تكوّن الميليشيا الداعشية - والتي للأسف تسيطر على مناطق تاريخية وآثار تعود للأزمنة الآرامية والرومانية - يتفنّن الدواعش كل يوم بتدمير هذا الإرث الذي لا يعوّض، وتدمير السلم الطائفي بين مسلمي ومسيحيي سوريا لخلق إسلام مشوّه من مصاصي الدماء وحافري القبور.. هذه العصابة الداعشية ماهرة في خلق دعاية زمن الخلافة والعدالة في بؤرة أبعد ما تكون عن ذلك.. الآن للأسف تنزف سوريا شرقاً وغرباً بين نظام الأسد وتنظيم داعش.. كلاهما دموي حسب طريقته.. الأول يستخدم مفهوم الوطن عبثاً ويخونك ليقتلك.. والآخر يستخدم الدين والتكفير.. الأول يدّعي القومية.. والآخر التديّن.. وكأن سوريا ترسم قصة الحزن العربي بين الأنظمة البوليسية التي حكمت عنصر عربها بالقمع، ثم الجماعات الأصولية التي نشرت القتل وثقافة الإرهاب.. حيث المواطن السوري أسير هذين الوحشين.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net