حينما كتبت الاثنين الماضي في هذه الزاوية وكتب غيري من الإخوة والأخوات في تويتر، منهم ناصر الحمادي وخلفان بن يوخه وسعاد الخاجة وموسى الرئيسي، حول تخصيص يوم الشهيد للاحتفاء بشهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم دفاعاً عن دينهم وعن الإسلام الحقيقي ومن أجل هذا الوطن ورفعته ودفاعاً عن الحق ونصرة الأخوة الأشقاء، كان ذلك مهماً لأننا كتبنا بوازع الحب والوفاء والرغبة في التقدير لكل شخص ممن سطروا ويسطرون ملحمة الوفاء والشرف بأرواحهم ودمائهم لتبقى راية هذا الوطن عالية عزيزة في أمنٍ وأمان، شامخة بين الأمم بكل كرامة وشموخ، ولتبقى أسماؤهم وذكراهم في وجدان الوطن وذاكرة أبنائه خالدة مخلدة. الأهم مما كتبناه أو قلناه هو من قرر وأعلن في وقت قياسي، إنه صاحب الأيادي البيضاء الوالد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، الذي يعي معنى الشهادة وعظم مكانتها ويعرف قيمة ما يقدمه أبناؤه ويقدر عطاءهم وتضحياتهم، فيقرر أن يكون 30 نوفمبر/تشرين الثاني، يوم استشهاد سالم سهيل خميس، أول شهيد إماراتي يسقط دفاعاً عن أرضه ووطنه، يوماً للشهيد تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة لتظل راية الإمارات خفاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة، ويقرر سموّه اعتبار هذه المناسبة الوطنية إجازة رسمية على مستوى الدولة، وأن تقام في هذا اليوم مراسم وفعاليات وطنية خاصة، تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة، وكل أبناء شعب الإمارات والمقيمين فيها، استذكاراً وافتخاراً بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذّرة في نفوس أبناء الإمارات، التي تحلّوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب. وهنا لا نقول إلا الحمد لله الذي وهبنا هذه القيادة الحريصة الواعية القريبة منا ومن نبضنا وأحاسيسنا، ونكرر قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رعاه الله: البيت متوحد، وسيبقى متوحداً متماسكاً، فالذي يجمع بين القيادة والشعب حب ووفاء وانتماء وإخلاص وبذل وعطاء، ووعي تام بالدور الذي يقوم به كل طرف من أجل هذا الوطن ورفعته. وهنا لا بد من التذكير بالاقتراح المميز للدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بإصدار قانون للشهيد يحفظ البذل ومعانيه من أي تطاول أو تجاوز، والذي أرى أنه سيكون منسجماً ومكملاً لمغزى وهدف يوم الشهيد الذي قررته القيادة، مع يقيني الكامل بأن الأيام المقبلة ستشهد تحول ذلك الاقتراح إلى واقع ملموس. مرة أخرى، نحمد الله الذي وهبنا قيادة نبضها نبضنا. ibrahimroh@yahoo.com