في الاسبوع الماضي تطرقنا بداية الى اهمية الطعام وكيف يمكن ان يكون دواء او داء واستكمالا للحديث فقد يكون الأكثر أهمية عند الحديث عن المضافات الغذائية هو الخطر المحتمل الناتج من الإضافات الشائعة للأطعمة مثل الأسبارتام والمادة المحلية الصناعية التي تباع تحت اسم "نيوترا سويت" أو "أكوال" والتي تسبب نوبات الصداع والصداع النصفي، والطفح الجلدي، وطنين الأذن، والاكتئاب، والأرق، وفقدان السيطرة الحركية، وهذا طبقاً لدراسة أجرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كما أن أملاح النيترات والنيتريت، المستخدمة كمواد حافظة في اللحوم والأسماك المعلبة، تنتج عنها مركبات مسرطنة. كما توجد إضافات أخرى شائعة مثل المونو صوديوم جلوثامات الذي يضاف لحساء الدجاج. وهيدروكسي أنيسول البيوتيلي والزيوت النباتية المبرومة، التي يمكن أن ينتج عنها حساء مسببا لأضرار صحية. فقد ارتبطت هذه المواد بخفقان القلب والغثيان ونوبات الصداع والتلف العصبي (بيل غوتليب). يقول د. كلابر: "في غضون دقائق بعد تناولنا للطعام، تدخل جزئيات من ذلك الطعام إلى داخل كل خلية في جسدنا، حيث تسبب تغيرات في جميع المستويات، بدءاً من التغيرات في الرقم الهيدروجيني (PH) قلوية أو حموضة في الدم إلى التغيرات في أغشية الخلايا العضلية والعصبية". يقول د. كلابر: "يوجد حول كل خلية جدار خلوي يحتوي على غلاف رقيق من الدهن وهذا ضروري حتى تتمكن الخلايا من التحدث إلى بعضها البعض، فثمة طريقة تتمكن بها هذه الخلايا من التواصل فيما بينها بإلقاء قطع دقيقة من هذه الأغشية الخلوية جيئة وذهاباً باتجاه بعضها البعض". لذا عندما تصاب بحالة عدوى أو يصيبك نوع من الفيروسات فإن جسدك يكون قادراً على استدعاء التفاعل الالتهابي، ثم يقوم بإخماد هذا التفاعل مرة أخرى وذلك بفضل هذا التواصل الغشائي الخلوي من خلية لأخرى. فإذا تحول هذا الغلاف الخلوي الرقيق من الدهن إلى غلاف سميك، كما يحدث لدى كثير من الأمريكيين يسبب كثرة تناول الدهون، فإن التواصل الخلوي يصير عكراً ويضيف د. برنارد قائلاً: "إن الدهن في هذه الحالة يعمل كغطاء زيتي عازل على الخلايا لاسيما الخلايا المناعية التي تساعد على مكافحة الأمراض وغيرها من الغزاة المقتحمين. فالدهن بهذا يعطل الخلايا ويمنعها من أداء وظيفتها بشكل جيد". يقول د. كلابر: "قد يعتقد عامة الناس إن كل الدهون سواء، ولكن الحقيقة إنها ليست كذلك مطلقاً، فهناك فرق شاسع بين دهن البقر وزيت بذر الكتان، فالأول يمكن أن يسد الشرايين والأخر له مفعول مضاد أو مغاير ويمكن أن يساعد على خفض الكوليسترول في الدم. وكل إنسان يحتاج إلى حوالي 30 جرام من الدهن كل يوم لبناء خلايا جديدة ولتجديد الأعصاب فضلاً عن وظائف أخرى وتشمل المساعدة على معالجة بعض المشكلات الصحية، لذا فيمكنك أن تجعل ذلك الزيت النباتي هو النوع الصحيح من الدهن". وفيما يتعلق بالدهون المتحولة فهناك الدهون المشبعة وهو النوع الشائع في المصادر الحيوانية مثل اللحوم والجبن والألبان وهي ضارة بالصحة، إذ أنه يسد الشرايين ويرتبط بصنوف من المشكلات الصحية الأخرى. وربما قد سمعت أن الدهن عديد اللاتشبع والدهن أحادي اللاتشبع اللذين يوجدان في الخضروات والبذور والمكسرات، هما النوعان الصحيان حقاً، فهما يلعبان دوراً في خفض الكوليسترول وتقليل الالتهاب. هناك ما يسمى بالأحماض الدهنية المتحولة Trans-Fatty Acids التي تصنع من الزيوت النباتية الصحية للقلب، فمن خلال عملية طبخ تسمى الهدرجة Hydrogenation تصير أو تصبح هذه الزيوت الصحية غير صحية، إذ تتحول إلى مادة قوامها صلب قابل للفرد تضاهي الزبد، ويمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول، ويستخدم مئات من منتجي الأطعمة هذه العملية لإكساب منتجاتهم وكثير منها يكتب عليه أنه منخفض الدهن أو خال من الكوليسترول قواماً أكثر غنى وكثافة وطعماً أكثر استساغة. ويمكنك معرفة فيما إذا كان منتج ما مهدرجاً أم لا بقراءة ما هو مكتوب عليه فإذا قرأت تلك الكلمات. "زيت نباتي مهدرج جزئياً، فمعنى هذا أن الطعام يحتوي على أحماض دهنية متحولة وينبغي تجنبه أو تناوله بقلة، لا سيما إذا كان هذا الزيت المهدرج مدرجاً ضمن المكونات الأربعة الأولى. وهناك معلومة أخرى فالمنتج المكتوب عليه: "قد يحتوي على واحد أو أكثر مما يلي" ثم يذكر زيت بذر القطن أو زيت فول الصويا أو زيوت أخرى المهدرج جزئياً يدل ذلك أيضاً على أن المنتج قد تم تغييره كيميائياً وأنه يحتوي على أحماض دهنية محولة. وجدير بالذكر أنه بالرغم من أن المنتجات المهدرجة مثل المارجرين قد ينقصها الدهن المشبع إلا أنها يمكن أن تكون أكثر خطورة على القلب. فقد توصلت ثلاث دراسات إلى أن الأحماض الدهنية المتحولة يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول بدرجة تفوق حتى الدهن المشبع الحيواني، وهذا طبقاً لما ذكره د. البرتو أشيريو. أستاذ علم التغذية المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد والضرر الناتج لا يقتصر على الشرايين فحسب. ويقول د. كلاير: "إنك عندما تأكل أطعمة تحتوي على تلك الزيوت المهدرجة المطبوخة، فهذا يشبه وضع السكر في خزان البنزين، فهو يلحق الضرر والفوضى بعملية حرق المواد المنتجة للطاقة في جسمك. والغشاء الخلوي يتحول من تلك الحالة السليمة المرنة والأنحناءه القابلة للانثناء التي يكتسبها من تناول الدهون الصحية السليمة مثل الدهن متعدد اللاتشبع إلى أن يصير مستقيماً وصلباً بسبب عملية الهدرجة. والأحماض الدهنية المتحولة لا تدخل في بنيان الأغشية الخلوية الجديدة، لذلك فإن الخلايا لا تتمكن من الانقسام بشكل سليم. ولكنها إذا انقسمت بالفعل، فإن الأغشية الناتجة يمكن أن تكون غير مستقرة وعرضة للتفتت، مما قد يزيد قابلية إصابتك بأمراض متنوعة بما فيها السرطان (بيل غوتليب). إنك إن قللت الدهن في طعامك بما في ذلك الأحماض الدهنية المتحولة الخادعة وأكثرت من تناول الألياف فإنك بذلك تقلل قابلية إصابتك بأمراض معينة، كما أنك تساند قدرة جسمك على الشفاء منها يقول د. برنارد: "لقد استقر في الأذهان أن النظام الغذائي السليم يمكن أن يقي الجسم من أمراض مثل السرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والالتهاب المفصلي ومرض السكر والمشكلات المصاحبة للسمنة. ولكن هذه الحالات يمكن أيضاً علاجها بالطعام وبالتحديد بالنظام الغذائي منخفض الدهون". وتعد اللحوم ومنتجات الألبان الكاملة الدسم والبيض والأطعمة السريعة مثل البطاطس المحمرة والمقرقشات والبيتي فور من أكبر مصادر الدهن المشبع في الغذاء. يقول د. كلاير: "عند اتباع نظام غذائي منخفض الدهن لاسيما إذا كان خالياً من مصادر الطعام الحيوانية والأطعمة المصنعة قليلة الفائدة فسوف تحصل على جميع التغيرات الطبية المرجوة. فغالباً ما ستتوقف آلام المفاصل وتتحسن حالات الربو كما يمكن أن تتحسن حالات الصدفية، وتختفي تماماً. وسوف تجد مجموعة كبيرة في الأمراض التي لها عنصر التهابي قد تحسنت باتباع النظام الغذائي". وليست الدهون فقط هي التي تسبب المشكلات الصحية إذ يقول د. برنارد: "لقد نشأنا وفي أذهاننا فكرة خاطئة أن البروتين يجعلنا ضخاماً أقوياء الأجسام، لذا فإننا نلتهم كميات هائلة من اللحم ونشرب كميات كبيرة من الحليب، وإننا الآن نرى زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بالسرطان والالتهاب المفصلي ومشكلات صحية أخرى. ويرجع هذا إلى أن الإسراف في تناول البروتينات يمكن أن يكون له تأثير ضار مثل الدهن الحيواني على الدم والأغشية الخلوية. ولكي يكون جهازنا المناعي قوياً فإن الفواكه والخضروات الطازجة تعتبر ضمن أفضل مصادر العناصر الغذائية اللازمة للحصول على جهاز مناعي قوي. وهو خط دفاع الجسم ضد الأمراض. إن جهاز المناعة هو الذي يعمل على منع الأمراض المعدية، مثل نزلات البرد والأنفلونزا وغيرها، الناتجة عن البكتريا والفيروسات وحتى أمراض السرطان. إن النظام الغذائي الجيد يصبح أكثر أهمية كلما تقدمت في العمر، إذ أن المناعة تضعف بشكل طبيعي مع التقدم في السن، فمع بلوغك عقد الخمسينات والستينات، فإن خلاياك المكافحة للعدوى لا تؤدي وظيفتها بشكل جيد. مما يزيد قابليتك للإصابة بالعدوى والسرطان. وإذا كان طعامك جيدا فإن مناعتك تبقى قوية مهما تقدمت في السن. وكما يقول الخبراء فهذا يعني أن تناول غذاء غني بما يسمى المغذيات المضادة للأكسدة Antioxidant nutrients. لاسيما الفيتامينات والمعادن التي تعمل على وقاية الجسم من التلف المتسبب عن الأكسدة. عندما تقضم واحدة من الجزر أو المانجو أو البروكلي فإنك بذلك تكون قد حصلت على مصدر عظيم من الفيتامينات المضادة للأكسدة بالإضافة إلى بعض من تلك المغذيات الرئيسية الأخرى وتشمل الألياف والأحماض الدهنية الأساسية والمعادن مثل الكالسيوم والزنك والماغنسيوم والنحاس والبوتاسيوم.