سلط موقع «بيزنس انسايدر» الضوء على رحلة حياة الملياردير الأمريكي الفذ «وارين بافيت» الذي يعتبر «معلم الاستثمار» في العالم، وما قد لا يعرفه الكثيرون أن «بافيت» كون 99% من ثروته بعد الخمسين من عمره، لكن هذا لا يعنى أن الملياردير الشهير البالغ من العمر 84 عاماً كان كسولاً خلال أي فترة من فترات حياته. فعلى النقيض من ذلك تماما بدأ «بافيت» خطواته الأولى نحو الاستثمار منذ سن مبكر جدا، وبدأت ثروته تزداد تدريجيا حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وذكر الموقع مراحل رحلة «بافيت» نحو الثراء منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره وحتى الآن. البداية حسب الرصد الذي نقله موقع «أرقام» فقد ولد «بافيت» في عام 1930 أي في ذروة مرحلة «الركود العظيم» في الولايات المتحدة، وقام بشراء أولى أسهمه من خلال مكتب السمسرة الذي كان يديره والده وهو في الحادية عشرة من عمره، حيث قام هو وأخته بشراء أسهم في شركة النفط «سيتي سيرفيسيز» المعروفة الآن باسم «سيتجو» من مدخراتهم مقابل 38 دولاراً للسهم، وفي عمر المراهقة بدأ في بيع الجرائد، كما بدأ الاستثمار في مشروع صغير وهو وضع جهاز لعبة «Pinball» في عدة مواقع. وأدر المشروع أرباحاً استغلها في استثمارات أخرى، وعندما أنهى «بافيت» المرحلة الثانوية كان يمتلك أرضاً زراعية تبلغ مساحتها أربعين فدانا في مدينة «أوماها» في ولاية «نبراسكا» وقام ببيع مشروع أجهزة «Pinball» مقابل 1200 دولار. وخلال هذه المرحلة المبكرة تنبأ «بافيت» بأن يصبح مليونيراً قبل عمر الثلاثين وقد كان كما يتضح خلال الأسطر المقبلة. العشرينيات جنى «بافيت» أول مئة ألف دولار في حياته في مرحلة العشرينيات من عمره، فبعد تخرجه في الجامعة عمل كوسيط للأوراق المالية بمؤسسة السمسرة المملوكة لوالده، وبلغت ثروته 20 ألف دولار عندما كان في الواحد والعشرين من عمره. وفي سن الرابعة والعشرين حصل على وظيفة براتب سنوي يصل إلى 12 ألف دولار أي ما يمثل ثلاثة أضعاف متوسط الدخل السنوي للأسرة الأميركية في عام 1954، وبلغت ثروته 140 ألف دولار في سن السادسة والعشرين. الثلاثينيات وعندما أتم «بافيت» الثلاثين من عمره في عام 1960 بلغت ثروته مليون دولار، وكان متوسط دخل الأسرة الأميركية في ذلك الوقت لا يتجاوز 5600 دولار سنويا. وبعمر الخامسة والثلاثين قام «بافيت» بالسيطرة الكاملة على شركة «بيركشاير هاثاواي» التي كان قد أسسها بالمساهمة مع أصدقائه وأفراد عائلته، وبلغ صافي ثروته 25 مليون دولار وهو في التاسعة والثلاثين من عمره. الأربعينيات وفي عمر الثالثة والأربعين بلغت ثروة «بافيت» 34 مليون دولار، استخدم جزءاً منها لشراء شركة الحلوى «سيز كانديز» مقابل 25 مليون دولار، وما زالت الشركة تعد استثماراً مربحاً حتى الوقت الراهن. لكن شركة «بيركشاير هاثاواي» واجهت بعض الصعوبات المالية في منتصف السبعينيات حيث تراجعت أسعار أسهمها بالبورصة مما هوى بقيمة ثروة «بافيت» إلى 19 مليون دولار في عام 1974 وهو في عمر الرابعة والأربعين. لكن «بافيت» لم يسمح باستمرار هذا التراجع واستطاع تجاوز الأزمة سريعا لتتضاعف ثروته خلال هذا العقد إلى 67 مليون دولار خلال ثلاث سنوات أي في عمر السابعة والأربعين، وكان متوسط الدخل الأسري يبلغ 16.5 ألف دولار في أواخر السبعينيات. الخمسينيات تعد هذه المرحلة العمرية أحد الخطوط الفاصلة في رحلة تكوين ثروة «بافيت» إذ اخترقت حاجز المليار وهو في السادسة والخمسين من عمره في عام 1986. ففي بداية العقد الخامس من عمره بلغت ثروة «بافيت» 376 مليون دولار في عام 1982، ثم ارتفعت إلى 620 مليون دولار في عام 1983 قبل أن تلامس المليار دولار في عام 1986، وبنهاية العقد قفزت إلى 3.8 مليارات دولار، على الرغم من ذلك بلغ الراتب الذي يتقاضاه «بافيت» من مؤسسة «بيركشاير هاثاواي» في ذلك الوقت 50 ألف دولار سنويا. الستينيات في عام 1990 توقع «بافيت» أن تتراجع القيمة الصافية لشركة «بيركشاير هاثاواي» خلال العقد الأخير من القرن الماضي، لكن ثروته واصلت نموها بقوة وهو في العقد السادس من عمره لتصل إلى 16.5 مليار دولار وهو في السادسة والستين. السبعينيات وما بين عمر السادسة والستين والثانية والسبعين تضاعفت ثروة «بافيت» لتصل إلى 35.7 مليار دولار، لكنه تعهد في تلك الفترة بالتبرع بنسبة 85% من ثروته تدريجيا لصالح خمس مؤسسات خيرية. الثمانينيات ووفقا لأحدث الاحصائيات الخاصة بثروة «بافيت» فقد بلغت 67 مليار دولار في منتصف أغسطس /آب 2015 ليصبح ثالث أغنى أغنياء العالم بعد كل من «بيل جيتس» و»كارلوس سليم»، وما زال رجل الأعمال العملاق يواصل نجاحاته واستثماراته وهو في الرابعة والثمانين من عمره.