شهدت انطلاقة (دوري عبداللطيف جميل) بروز عدد من الوجوه السعودية الشابة التي تم تصعيدها من الفئات السنية للأندية أو تلك التي استقطبتها الأندية من دوري الدرجة الأولى، وقدمت أداء رائعا مما لفت انتباه الشارع الرياضي لها وباتت محط أنظار المتابع للدوري. يتبادر لنا في الأذهان عند الحديث عن الأسماء الواعدة تلك الحقبة التي رفعت اسم الوطن عالياً والتي بدأت من كأس العالم للناشئين عام 1989م وتدرجت حتى قادت المنتخب السعودي في أحد أهم فتراته التاريخية والتي تعتبر من الأجيال الذهبية وهي تشارك في كأس العالم لأول مرة في تاريخ المملكة عام 94م في الولايات المتحدة الأميركية وتحقيق كأس الخليج لأول مرة وتضيف لهم كأس آسيا من الإمارات في عام 96م. ومابين مونديال 89م واليوم قرابة الربع قرن اهتممنا فيها في فترات بالمواهب الشابة والأسماء الواعده فارتقت كرتنا إلى ما نطمح إليه وفي فترات أخرى أهملناها واعتمدنا على أسماء محدده فعدنا بكرتنا إلى زمن قديم كنا فيه في مراتب متأخرة كروياً. الزمن يعيد ذاته والمواهب تعود للحياة مجدداً لترى النور عندما بدأت الأندية تمنحها الفرصة من جديد، وعادت ولو أن عودتها لازلت على استحياء إلا أننا بدأنا نرى في بعض الفرق اسما أو اسمينا ربما تضيف لأنديتها وللكرة السعودية الكثير متى ماوجدت الاهتمام ذاته والفرصة التي وجدتها في الجولات الثلاث الأولى من الدوري. وما ان نتحدث عن الأسماء الجديدة البارزة إلا ويأتي ظهير الهلال الأيمن محمد البريك في مقدمة المواهب التي وجدت الفرصة بداية الموسم وحجزت مكانها بين لاعبين دوليين وباتت من الركائز الأساسية في كتيبة متصدر الدوري، فصاحب ال(22 ربيعاً) حل أزمة الهلال المعقدة مع مركز الظهير الأيمن والتي تناوب عليها عدد كبير من اللاعبين استقطبتهم الإدارة السابقة لشغل هذه الخانة الشاغرة. وقريباً من الرياض وتحديداً في القصيم لا اسم يعلو على اسم الموهبة البارزة أحمد الزين الذي يبدو أن التعاون وجد فيه ضالته المفقودة، وبات اسماً على مسمى بعطاءاته الكبيرة التي يقدمها وبمستوياته الملفتة للأنظار خصوصا من تابع مباراة الاهلي والتعاون والتي تجلى فيها الزين نجماً أرهق ظهير الاهلي المخضرم المصري محمد عبدالشافي، وسيكون واحداً من أهم الأسماء في كرتنا السعودية متى ماحافظ على تألقه وانضباطه وزاد ذلك بالاستماع لتوجيهات المدرب القدير جوميز. نعود للرياض مرة اخرى، وعلى غير ماتعود عليه محبو الشباب، بات "الأبيض" يمنح نجومه الواعدين الفرصة، ليبزغ نجم الشاب عبدالرحمن خير الله الذي لم يصل إلى سن ال20 بعد، صاحب الهدف الرائع في مرمى الرائد في افتتاح مشوار فريقه في الدوري، ولم يكتف بهذا الهدف بل حجز مقعده في الكتيبة الشبابية وبات يتصدر الأسماء في تشكيلته، والحال ينطبق على صانع الالعاب عبدالوهاب جعفر وإن كانت بشكل أقل لأنه حتى الان لم يجد الفرصة الكاملة إلا أنه قدم مستوى رائعا. في المنطقة الشرقية هناك مواهب عدة وجدت فرصتها فباتت أساسية في فرقها وبرزت حتى أصبح الشارع الرياضي الشرقاوي بشكل خاص والسعودي بشكل عام يؤمل فيها الكثير، سلمان هزازي وطلال مجرشي في الخليج، وفي القادسية النجم الواعد عبدالرحمن العبيد صاحب الركلات الثابتة الحاسمة والذي دخل مؤخراً عامه ال(22)، وماتذكر المواهب الا ويأتي اسم مهاجم هجر محمد الصيعري ذي ال(21) عاما والذي يزاحم المهاجمين الكبار في قائمة الهدافين اليوم. كل مايتمناه المتابع الرياضي أن تبقى هذه الأسماء في المستطيل الأخضر وأن يتطور عطاؤها لتكون رافداً لمنتخبنا في استحقاقاته المقبلة خصوصا وأن "الأخضر" بحاجة لكل لاعب وكل موهبة في مشوار العودة مجدداً لمكانته الحقيقية بين منتخبات الخليج والقارة الآسيوية.