×
محافظة جازان

«اميريتو» بطل التاج الثلاثي على كأس زايد

صورة الخبر

لا نريد الإفراط في التفاؤل ولكن نتوقع ونتمنى أن تكون الأزمة اليمنية تطوي آخر فصولها. عسى أن يعقب هذه الحرب استقرار ورخاء يمني. ولكن حتى وإن انتهت الحرب فقضية اليمن أكثر تعقيدا. اليمن معضلة لأهلها ولجيرانها ففيها من المتناقضات ما تكفي واحدة منها لقصم ظهر اليمن الضعيف أصلا. أولها: القبائل المسلحة المتناحرة فيما بينها المتقلبة الولاء التي تعتمد في تمويلها على بيع ولائها أو على اختطاف الأجانب وطلب الفدية أو على نهب من هو أضعف منهم. ثانيها: الحوثيون الذين استغلوا الجهل الذي زرعه علي عبدالله صالح في صعدة وما حول صعدة لتسويق الدين السياسي على شعبهم الجاهل كما فعل أسلافهم. وأصبحنا نرى ونسمع عبارات يؤمن بها مقاتلو الحوثيين لا يقبلها منطق ولا يقول بها عاقل. فشعاراتهم والملصقات على البنادق والقذائف تقول الموت لأميركا، الموت لإسرائيل بينما توجه لأهل عمران وتعز ومأرب ولحج والضالع وعدن لتقتل أطفال اليمن ونسائه وشيوخه. كما أن الحوثيين استعانوا بإيران الفارسية لقتال العرب وارتضوا بأن يكونوا نسخة يمنية لحزب الله مهمته تدمير اليمن وتهديد جيرانها على أمل الاستفراد بحكم اليمن. ثالثها: وجود الجماعات التكفيرية في اليمن، حيث يعتبر اليمن المعقل الأول للقاعدة فقد احتضن علي عبدالله صالح القاعدة واستعان بهم لقتال الجنوبيين ثم لابتزاز أميركا ودول الخليج. وسوف يكون لهم دور في تدمير اليمن واستمرار الاحتراب الداخلي حتى بعد القضاء على التمرد الحوثي. ويتوقع أن تزداد الجماعات التكفيرية قوة، فبيئة اليمن مناسبة لها حيث ينتشر الجهل والفوضى والحماس للدين وحيث تستغل طمع مشايخ القبائل للإيواء والمناصرة. رابعها: الحركات المتربصة التي تنتظر الوقت المناسب للبدء بالتحرك وأهمها حركة الإخوان المسلمين والحراك الجنوبي ولكل منهما أجندة ليس فيها اليمن الموحد ولا اليمن المستقر ولا المواطن اليمني. خامسها: الفساد المستوطن الذي أصبح عرفا يمنيا وجزءا من الحياة السياسية فيها. هناك عوامل أخرى تعصف باليمن منها الاجتماعي ومنها الاقتصادي ومنها الصحي. كل هذه العوامل تحتاج إلى معالجة لا تقل حزما عن حزم العاصفة، ولكن من الأهمية بمكان ألا نضيف عوامل أخرى. ولعل أكبر خطر يتهدد اليمن ومستقبله بعد أن تضع الحرب أوزارها هي المحاصصة السياسية. فالمحاصصة أثبتت أنها داء وليست دواء. فشلت في العراق وفي لبنان. ولولا المحاصصة لما استأثر حزب الله برئاسة البرلمان وعطل الحياة السياسية بلبنان واعتمد على ما ضمنته له المحاصصة لقتل كل الحلول المطروحة. المحاصصة تنقل الولاء من الوطن إلى الحزب والجماعة والطائفة وتدفع المحايدين إلى الاصطفاف خلف قيادات المحاصصة في محاولة لتحقيق كسب شخصي.