النسخة: الورقية - سعودي خرج النصر من مباراته مع الشباب في بطولة «كأس الملك» في شكل يؤكد أن خسارته أمام الهلال والتي كان ينتظر أن تكون «تتويجاً له بالدوري» أثرت في مسيرته على نحو خطر. فمشاركة النصر في كأس الملك جاءت رمادية تائهة ليست بـ«النفس الأصفر» ذاته الذي كان عليه الفريق قبل لقائه الدوري مع الزعيم. بالأمس أراد أن يعطي النصر إشارة قوية بأنه لن يكون أيضاً بوابة سهلة في لقائه المقبل مع النصر في الدوري، والذي ربما يكون ملحمة كروية خالدة يجرح فيها الليث الشبابي الفهد النصراوي دفاعاً عن تاريخه وموقعه أيضاً في الدوري. يا ترى لو حصل ذلك ودخل النصر في حرب جديدة مع الهلال، ولكن ليس لأجل النقاط الثلاث، بل للتنافس على المنصة، فهل سيكون ذلك السيناريو مطروحاً؟ ولاشك في أن أثر ذلك سيكون أليماً لا يمّحي من ذاكرة جمهور «متصدر لا تكلمني» في سنين؟! الواقع يقول إن كلمة «مستحيل» منفية من قاموس كرة القدم، ومن نواميسه، والكرة مثل أي عمل آخر تعطي من يعطيها ولاسيما أن بها مجالاً إبداعياً، والفائز هو من عرف كيف يسخرها للكسب، وهذه الصفة لا يفتقدها النصر سواء أكان إدارة أم جهازاً فنياً أم عناصر. الحقيقة الإنسانية تقول أنْ لا أحد يأخذ كل شيء، لكن هذه الحقيقة أهون من أختها التي تقول إن الخاسر لم يربح أي شيء، ولذلك فبطولة غير الدوري للنصراويين لا تعني أي شيء، كما لم يعد هناك غير الدوري، والذي يكفيه أن ينتقم النصر لذاته وتاريخه وجمهوره بالفوز المستحق على الشباب في المباراة الدورية المقبلة، والفرح يجُبّ ما قبله، وليقطع آمال الزعيم تماماً في بطولة هي كل شيء للنصر الآن، وهذا يستوجب فقط الهدوء واستيعاب المشهد، والعودة منه إلى القاعدة الأصيلة التي بسببها تصدر النصر وهي «أن الآخرين يعملون أيضاً»، وأن بداية الهزيمة هي «ضمان الفوز». السؤال هو من هو ذلك الذي يستطيع أن يضمن الفوز قبل أن يقاتل لأجله؟ طبعاً لا أحد إلا... «والّا بلاش...!». asalgrni@gmail.com