يقول المثل المحلي إن أول خبزة محروقة، ولكن في الحقيقة إن أول جولة في الدوري كانت مثالية وطبعاً طازجة وبلا شك هي ساخنة، بل ربما ملتهبة، الجولة بحد ذاتها تتنافس مع الطقس، وفي الواقع الجولة الأولى للدوري تفوقت على الطقس، ودرجة حرارة اللعب في الملعب أعلى بكثير عن درجة حرارة الجو في الملعب، ومع أن الملعب أخضر إلا أنه لم يخل من نيران صفراء وأحياناً حمم حمراء، الرطوبة لطفت الجو كثيراً واستراحة شرب المياه الباردة بردت العضلات المرهقة، والأهداف في المرمى هطلت أحياناً كالأمطار غزيرة وهي بحد ذاتها ساهمت في تلطيف الأجواء وهي مخزون للمستقبل عند تصنيف المراكز والأسماء، الأهلي في الصدارة والحمادي في الصدارة وشكراً لوابل الأهداف والأمطار للسحب الركامية القادمة من الفجيرة من المنطقة الشرقية. نيران صفراء أشعلها فريق الفهود الوصلاوية، حاصر بها الجزيرة في جزيرته، ولم يكن هناك مخرج سلامة لنادي الجزيرة خاصة بعد خروج لاعبه من الملعب مطروداً ومرتاحاً من حر الملعب، تخسر جولة واحدة غير مهم، لكن تخسر أول جولة جداً مهم وخاصة أنها في ملعبك، والظاهر أن الدروس أحياناً لا تنفع، في الجولة الأولى الوصل أكبر مستفيد، أن تتفوق على منافس قوي في ملعبه هي بداية مثالية ويبدو أنها استمرار للوثبة الوصلاوية في الحقبة الكالديرونية. أما الأهلي الفرسان فقد كانوا أقرب إلى لقبهم السابق المرتبط بالشيطان، لم يكتفوا بالنيران الصفراء، بل حولوها إلى نار حمراء ولكنها باردة بسبب الأهداف التي انهمرت كالأمطار من السماء، الفرسان في الميدان، والانطلاقة السريعة تمنحك فرصة مسك زمام الأمور والتصدي للقيادة، ولكنها مجرد الأمتار الأولى، لا تحقق نتيجة لكنها قوية وإيجابية ومعنوية. والعين دائماً فوق العين، والعين فايضة وزيادة، تجاوز الظفرة عادي ويظل عموري استثنائيا، تمريرة الهدف الثالث تمريرة ذهبية من المعدن الخالص، والعين زعيم، والزعامة ليست لعبة، الزعامة ليست بالحظ أو بالاقتراع، الزعامة تحتاج إلى انتزاع. والشباب دائماً أخضر من البداية إلى النهاية، لعب مرسوم وقرارات وكأنها بمرسوم، توازن دائم وشباب متجدد، ولهذا يظل الدم يتدفق بحيوية، والتفوق على الشارقة بداية مهمة وجيدة وتعتبر من الجولة الأولى علامة فارقة، الشارقة فريق قوي وفي المنافسات من المهم التفوق على الأقوياء. والوحدة في ملعب دبا كان وحده، في بحر النواخذة سبح وغاص وفي الشباك أربعة أهداف نظيفة وأيضاً أسماك . والنصر والإمارات كانت مباراة متوازنة وتبدو عادلة، وبني ياس فريق خبير وفي الاحتراف عريق والشعب لا يزال في بداية الطريق. بعد الجولة إحصائياً ورسمياً الأهلي هو الأول، ولكن تنافسياً ومعنوياً الوصل هو الأول، والجولة الأولى لا تسمن ولا تغني من جوع، والجولة الأولى بداية والعبرة في النهاية. والجولة الأولى كانت في الوقت الخطأ، والخطأ الأول دائماً مقبول، ولكن هل الخطأ فقط في التوقيت؟ والجولة كانت نارا، فهل سيتم إخمادها والتخلص من آثارها والاستفادة من أنوارها؟ أم ستكون جولة مكررة وحصة إعادة، والمهم فقط إنهاء الموسم؟ الله أعلم.