فكك الجيش اللبناني الليلة الماضية سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في منطقة البقاع (شرق)، وذلك بعد 3 أيام من تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، بحسب ما ذكر مصدر أمني لوكالة فرانس برس، وقال المصدر «فكك الجيش اللبناني فجر (الخميس) سيارة من طراز أمريكي سوداء، كانت معدة للتفجير على طريق البقاع الشمالي بين بلدتي مقنة ويونين» وأشار إلى ان السيارة كانت مفخخة بـ»400 كيلوغرام من المتفجرات» وأوضح أن الجيش كان اشتبه بالسيارة وحاول اعتراضها وخلال الملاحقة، اطلق ركابها النار على الجيش الذي رد بالمثل، لكن المسلحين تمكنوا من الفرار، ثم عثر الجيش على السيارة متوقفة إلى جانب الطريق عند طرف مقنة.. وأوضحت الوكالة الوطنية للاعلام أن «السيارة مصابة بطلقات نارية في إطاراتها».. وتعتبر منطقة مقنة يونين منطقة نفوذ لحزب الله.. ويأتي ذلك وسط حالة من القلق تسود البلاد نتيجة تقارير إعلامية ترجح استمرار مسلسل التفجيرات في المناطق اللبنانية، وفجر انتحاريان نفسيهما الثلاثاء قرب السفارة الإيرانية في جنوب بيروت، وهي منطقة محسوبة كذلك على حزب الله، وأوضح مصدر أمني أن صورا التقطت بكاميرات مركزة في المنطقة كشفت أن الانتحاريين كانا في سيارة رباعية الدفع، وأن أحدهما ترجل منها وتوجه نحو مدخل السفارة الإيرانية وفجر نفسه. وفي هذا الوقت، كان الآخر يحاول الاقتراب بالسيارة إلى المكان نفسه، لكن أعاقته شاحنة صغيرة توقفت فجأة، وتنبه له حراس السفارة فهرعوا إليه، ففجر نفسه بالسيارة. وقتل في التفجيرين 25 شخصًا وأصيب 150 آخرون، وبين القتلى 8 شبان نعاهم حزب الله كـ»شهداء للمقاومة»، ويرجح أنهم من حرس السفارة. كما قتل المستشار الثقافي في السفارة الشيخ إبراهيم انصاري. وشهد لبنان منذ يوليو 4 تفجيرات ضخمة حصدت عشرات القتلى، اثنان في الضاحية الجنوبية لبيروت بفارق 3 أسابيع، واثنان في طرابلس ذات الغالبية السنية وقعا في اليوم نفسه بفارق دقائق. واتهم حزب الله «مجموعات تكفيرية» بتنفيذ تفجيري الضاحية، بينما كشف القضاء اللبناني عن تورط مسؤول أمني سوري في تفجيري طرابلس. وينقسم اللبنانيون حول النزاع السوري بين مؤيد للنظام ومتحمس للمعارضة، ويدرج السياسيون والمحللون هذه التفجيرات في اطار تداعيات النزاع السوري على البلد الصغير ذي التركيبة السياسية الهشة. من جهته، رأى رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري أن «رسالة رئيس الجمهورية ميشال سليمان تشكل خط الدفاع الأخير عن استقلال لبنان وصيغة العيش المشترك، وهي تستحق قولا وفعلا إكبار وتأييد كل لبناني معني بحماية الاستقلال». وأشار الحريري في بيان صادر عن مكتبه أمس إلى أن «رسالة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لمناسبة عيد الاستقلال، أرقى ما يمكن أن يصل إليه الخطاب السياسي في هذه المرحلة الاستثنائية من حياة لبنان»، مردفًا أنها «قد اختزلت كل ما يجب أن يقال في المناسبة التي تأتي على وقع أحداث وتطورات غير مسبوقة في العالم العربي، وهي الأحداث التي نشهد في كل يوم نماذج سياسية وأمنية متفاوتة عن ارتداداتها في حياتنا الوطنية». ولفت إلى أنه «في ذكرى الاستقلال يقف لبنان أمام منعطف مصيري لا يحتمل أي شكل من أشكال دفن الرؤوس في الرمال والتعمية على المخاطر التي تواجهنا، حيث تنوء البلاد بأعباء التورط في الحرب السورية، ويتصاعد منسوب التشنج الطائفي والمذهبي إلى حدود الذروة، ويحيط القلق من الفراغ بكل أوجه النظام السياسي والمؤسسات الدستورية، ويتراجع النمو الاقتصادي إلى أدنى مستوياته منذ سنوات طويلة، وتتسلل أصابع الإرهاب للعبث بالاستقرار العام، وينتشر السلاح في أيدي المحازبين والمجموعات والأنصار والسرايا كما لم يسبق ان حصل من قبل». وشدد الحريري في بيانه على أن «رسالة سليمان جاءت لتسلط الضوء على ذلك كله، وتدق ناقوس الخطر على المصير الوطني، منبهة إلى مكامن الخطر الحقيقي، حيث لا يمكن، كما يقول رئيس البلاد، أن تقوم دولة الاستقلال إذا ما قررت أطراف او جماعات لبنانية الاستقلال عن منطق الدولة، او اذا ارتضت الخروج عن التوافق الوطني وسمحت لنفسها بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على ارض دولة شقيقة، او اذا عجزت الدولة عن نشر سلطتها الحصرية على كامل تراب الوطن وضبط البؤر الأمنية وقمع المخالفات ومحاربة الإرهاب، وكذلك اذا لم تكن القوات المسلحة هي الممسكة الوحيدة بالسلاح والناظمة للقدرات الدفاعية بإشراف السلطة السياسية». وأوضح أن «هذه الرسالة تعبر بالوقائع التفصيلية عن روح اعلان بعبدا، الذي لا يريدون له فقط ان يبقى مجرد حبر على ورق، بل انهم يسعون الى محوه من الوجود السياسي»، مؤكدًا أنها «تشكل خط الدفاع الأخير عن استقلال لبنان وصيغة العيش المشترك، وهي تستحق قولا وفعلا إكبار وتأييد كل لبناني معني بحماية الاستقلال والصيغة». وكان سليمان أشار في رسالة له مساء الخميس بمناسبة حلول الذكرى السبعين للاستقلال إلى أن «الاستقلال لا يقوم إذا انخرطت «جماعات لبنانية» في النزاع الدائر في سوريا»، مردفًا أن هذا الاستقلال لا يترسخ إن «لم تكن الدولة هي الممسكة الوحيدة بالسلاح». بدوره، آمل وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، أن «تشكل ذكرى الاستقلال هذا العام محطة تلاق وتضامن بين أبناء الوطن الواحد، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها وطننا». وقال غصن «تعود الذكرى هذا العام معمدة بدماء ضحايا أبرياء سقطوا في العديد من المناطق اللبنانية خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، وما الجريمة النكراء التي استهدفت الآمنين في منطقة بئر حسن منذ يومين، وما سبقها من تفجيرات إرهابية في الأسابيع والأشهر الماضية إلّا دليل واضح على أن لبنان يقع تحت وطأة ارهاب شرس نحتاج الى قوة استثنائية لازاحته عن كاهل بلدنا، ومنعه من التغلغل في نسيجنا الوطني».