×
محافظة مكة المكرمة

وزير الشؤون البلدية يطلع على خطط أعمال النظافة بالمشاعر لموسم الحج

صورة الخبر

يُعبّر الإماراتيون من خلال أزيائهم التقليدية، عن احترامهم واعتزازهم بعروبتهم وانتمائهم لمحيطهم الخليجي، وبما أن الأزياء خير لسان يعبر عن الأمة وعاداتها وتقاليدها وتراثها، يحرص أهل الإمارات على الحفاظ على أزيائهم التقليدية. لذلك يولد الإماراتي مواكباً على لباس الكندورة والغترة منذ طفولته وأثناء حياته الدراسية ثم العملية، ليكون اللباس الذي يعكس جانباً كبيراً من أدبيات الهوية الإماراتية العريقة، لتعطيه رونقاً فريداً، صانعاً لنكهة العروبة الخليجية الأصيلة. هنا تقع مفارقات واضحة واختلافات في الرأي الشعبي لقرار وزارة التربية والتعليم الذي يقضي بزي موحد لبعض الحلقات المدرسية عند الذكور والإناث، لينشأ قبول من طرف ورفض من الآخر، لتبحث الخليج في الإيجابيات والسلبيات التي تناولتها أقطاب المفارقة، ونظرة أخصائيين لإيضاح الفكرة العامة وتوحيد الآراء من خلال هذا التحقيق. أبدى الأهالي مواطنون الكثير من الملاحظات على قرار وزارة التربية والتعليم بتوحيد الزي الموحد لطلبة المدارس الحكومية في الدولة، واعتماد الشكل المغاير كلياً لطبيعة اللباس الإماراتي المعروف، واللجوء إلى الزي المجزأ من بنطال وقميص للذكور في الحلقة الأولى كلباس رسمي، والجاكيت والتنورة والقميص وربطة العنق الزي الرسمي للإناث حتى مرحلة التعليم الثانوي. جاء مفاجئاً قالت أم أحمد الشحي: إن قرار الوزارة بتوحيد الزي لبعض حلقات طلاب وطالبات المدارس جاء مفاجئاً لجميع الأهالي، نظراً لشكله الجديد الذي يبتعد كلياً عن عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي المحافظ، كما أنه لا يتفق مع أدبيات الشعب الإماراتي المتمسك بالحشمة والوقار اللاتي نشأ عليها بالفطرة. واعتبرت أن الزي الموحد الجديد الذي تم تعميمه من قبل وزارة التربية والتعليم دخيل على المجتمع الإماراتي، وعلى الأمد الطويل يمكن له أن يغير النهج الذي يسير عليه أبناؤنا من جانب المحافظة على لباسنا الذي ورثناه عن أبائنا وأجدادنا. مضيفة أن الزي الرسمي للإناث سيكون مرصص وضيق واصفاً للجسد، الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلاً لمخالفته عاداتنا وتقاليدنا . عائق صحي من جانبها قالت أم علي الشيميلي إن الملاحظات في فرض الزي الموحد بشكله الجديد تتركز على طلبة المرحلة الأولى للذكور، البنطال والقميص، وطالبات المرحلة الثانوية، الجاكيت والقميص والتنورة، موضحة أن الزي الجديد للطالبات يستدعي ارتداء العباءة فوقه، بغض النظر عن ارتفاع درجات الحرارة، ما لا ينسجم مع مناخ الإمارات ولا مع العادات والتقاليد المحافظة. واعتبرت أن الزي الموحد للذكور في المرحلة الأولى (الابتدائية) معاكس لطبيعة الإمارات، ويُصعّب الحركة على الطلبة ويشكل لهم عائقاً ويمكن أن يعتبر عائقا صحيا بسبب التعرق والحساسية التي من الممكن أن تتسبب بالتزامن مع المناخ الحار. باهظ الثمن أشارت أم سالم النعيمي إلى أن الزي الموحد الذي تم إدراجه من قبل وزارة التربية والتعليم والذي سيطبق العمل به خلال الفترة الدراسية 2015/ 2016 باهظ الثمن. كما أنه لا يمكن لبعض الأسر محدودة الدخل ولديها عدد من أبنائها في المدارس شراء الزي الموحد بهذه الأسعار. موضحة بأن كل طالب أو طالبة من الذين سيعتمدون هذا الزي الموحد، لا يكفيه طقم واحد، وإنما سيتم شراء ثلاثة أطقم متكامله للتناوب عليها خلال الشهر الواحد. تصميم منظم وألوان منسجمة أكدت نورة المازمي مصممة الأزياء، أن تصميم الزي الموحد الجديد الذي تم إقراره للطالبات في التعليم الثانوي مناسب جداً للشكل العام ،بسبب انسجام الألوان مع بعضها البعض، وتصميمه المنظم بطريقة تعكس جمالية الإتيكيت وأناقته. وبينت لمن يعتقد أن هذا اللباس لا يناسب مناخ دولة الإمارات الحار قائلة: الفكرة في هذا لا تعتمد على التصميم أو شكل الزي، وإنما على نوع القماش المستخدم في حياكته، كما أن سلاسة التصميم واضحه جدا وغير معقدة ما يسهل الحركة والتنقل. واعتبرت المازمي أن الزي الجديد الذي يحمل شعار وزارة التربية والتعليم يدل على مواكبة التطور والحداثة، كما أنه يمازج التقدم التعليمي والتربوي العالميين، فالأزياء نوع من الثقافات التي تبحث عنها الشعوب لتتعلمها وتتبادلها، كما أن لها دور كبير في ممارسة التغيير الإيجابي. الزي الموحد عملي ومميز أيد إبراهيم أحمد الجاوي مدير مدرسة الجودة الصباحية الثانوية للبنين في رأس الخيمة الزي الموحد الذي أقر من قبل وزارة التربية والتعليم، وأكد أن شكل الزي الجديد للذكور عملي جداً ومميز، ومنسق بطريقة تعكس جمالية التصميم. وأوضح أن هذا اللباس يبعث في روح الطلبة التنظيم والتقيد بالترتيب الملزم، و يعطي انطباعا جميلاً للناظرين لطوابير الطلبة الصباحية، فسياسة الزي الموحد لطلبة المدارس مشابهة لسياسة الزي العسكري، حيث إنه ينتهي من ارتدائه عندما تنتهي الوظيفة المفروضة عليه، والتقيد بالزي الموحد يرسخ العمل المنظم بكل حرفية. وأثنت منيرة الشامسي مديرة مدرسة ثانوية سابقاً على قرار الزي الموحد للطالبات في مرحلة التعليم الثانوي، مؤكدة أنه يوحد فيما بينهن ويكُنّ جميعهن سواسية، فلا تتمايز الطالبة عن زميلتها، ويقضي على الفروقات والتحدي الذي يولد نوع من التعالي لبعضهن على بعض. وأوضحت أن الزي الذي عُمم على الطالبات مناسب جداً للجيل الجديد وعملي. دخيل على مجتمعنا اعترض عبد الله راشد الشحي كلياً على القرار بتوحيد زي طلبة الصفوف الابتدائية في المدارس الحكومية وإلغاء لباس الكندورة، وأكد أن ذلك دخيل على مجتمعنا الأصيل وله أضرار مستقبلية على نمط أفكار أبنائنا في المدى البعيد. وأبدى ملاحظات على اللباس الذي تم تحديده للإناث في التعليم الثانوي، قائلاً: إن هذا ضد أعرافنا المجتمعية، ولا يفي بغرض الاحتشام والتستر، لأن لبس التنورة والقميص وفوقها الجاكيت في هذا العمر للطالبات من الممكن أن يبرز مفاتنهن، الأمر الذي يجعلنا نفقد الثقة بهذا الزي، ما يجعلنا نلبسهن العباية فوقه. وطالب الشحي بدراسة القرار جيداً قبل البدء بتطبيقه، والنظر في تداعياته المستقبلية على التراث الإماراتي والعادات والتقاليد التي نعتز ونفتخر بها، كما دعا الجهات الرسمية للاجتماع بأولياء الأمور وأخذ رأيهم ووجهة نظرهم من هذا القرار، ووضع النقاط الإيجابية الممكن تطبيقها على أرض الواقع بتشاركية واسعة دون أن تمس أعرافنا التي بها نحيا وعليها نموت. رأي الطلبة أكدت اليازية عبد الله طالبة في التعليم الحادي عشر، أن الزي الذي تم تعميمه على الطالبات في التعليم الثانوي لا يؤمن الراحة لهن، بسبب تصميمه الغريب والضيق وكونه لا يناسب المناخ الحار، إضافة إلى صعوبة الحركة أثناء ارتدائه. وبينت أن جميع الطالبات من زميلاتها في الدراسة استأن من التصميم الجديد للزي الموحد، مشيرة إلى أن الزي القديم المريول كان مريحا وساتراً وينسجم مع طبيعة المناخ ودرجات الحرارة المرتفعة. لن تستغني فاطمة أحمد عن ارتداء العباية فوق الزي الموحد الجديد الذي تم تعميمه على الطالبات في حال تم تطبيق القرار بفرضه خلال العام الدراسي 2015-2016 بغض النظر عن ارتفاع درجات الحرارة. وأكدت أن تصميم الزي الجديد لا ينسجم مع عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، الذي يسير على نهج الآباء والأجداد، فتراث دولة الإمارات يتصف بالوقار وهو الأمر الذي يفتقده الزي الجديد، نظراً لما سيشكله من إرهاق في التعامل معه مع اعتبار حالة المناخ الحارة، والرطوبة المرتفعة، وضيق بعض أجزاء الزي المطروح حالياً. وأشادت فاطمة بالزي القديم والذي كان أيضا موحدا، وقالت: إن المريول كان مناسباً لكافة الظروف ومريح لنا في الحركة، ويناسب مناخنا الحار، كما أنه حسن المظهر.