يتصاعد لهب ودخان المعارك فيالحرب التي تعصف في سوريا منذ أكثر منأربع سنوات وتتزايد أعداد القتلى واللاجئين الذين فروا بالملايين إلى مناطق داخل سوريا أو إلى الدول المجاورة وبلدان العالم الأخرى. ولعل أبرز الكوارث الإنسانية في سوريا هي ما يتسبب بها استخدام الأسلحة الكيميائية والغازات السامة والبراميل المتفجرة التي تستهدف بها قوات الرئيس السوري بشار الأسدالمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. في هذا الإطار نشرت صحيفة ذي ديلي تلغراف مقالا للكاتب ديفد بلير انتقد فيه موقف المملكة المتحدة التي نأت بنفسها عنالصراع الدائر في سوريا، وانتقد عدم توجيهالغرب ضربة عسكرية للنظام السوري، وخاصة في أعقاب التقارير التي تحدثت عن استخدامه الأسلحة الكيميائية قبل نحو عامين ضد مناطقالمعارضة. ويقول الكاتب إن عدم توجيه ضربة عسكرية ضد الأسد كان خطأ كبيراأدى إلى حدوث أزمات إنسانية كارثية في سوريا،وشكّل تهديدا كبيرا للأمن القومي البريطاني نفسه. ويشير إلى أنه في الوقت الذي ترفض فيه المملكة المتحدة التدخل في سوريا كانت دول أخرى في العالم متورطة في الصراع المستعر في البلاد. وأوضح أن إيران وحزب الله اللبناني يقدمان الكثير من الدعم للنظام السوري، وأن دولا عربية وإسلامية أخرى تدعم المعارضة المناوئة للرئيس الأسد، وقال إن التخوف الغربي منالتدخل العسكري في سوريا أدى لوقوع العديد من الكوارث الإنسانية. واختتم بالقول إن عدم التدخلالغربي ترك المجال أمام الأسد لشن حرب شاملة على المعارضة،مما أدى إلى تطورات خطيرة في سوريا من بينهاصعود تنظيم الدولة الإسلامية الذي وجد الحاضنة الشعبية الملائمة.