×
محافظة المدينة المنورة

معالجة القصور

صورة الخبر

وضعت الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة 2021 التي تواكب العيد الذهبي لقيام الدولة الاتحادية في ديسمبر/كانون الأول عام 1971، الاهتمام برياض الأطفال كأولوية وطنية مهمة، لا بد من إنجازها بامتياز ليتسنى العبور الناجح من دولة تحت التأسيس إلى دولة عظمى بكل المعايير والمقاييس العالمية، بدءاً من الاقتصاد المتعافي المتفاعل المنتج لا الاستهلاكي فقط، وليس انتهاء بالنتائج الثقافية للفكر المسرحي والفني والرياضي وغيرها من مقومات البنية الفكرية لأي بلد. والاهتمام برياض الاطفال يعادل تماماً الاستثمار في الإنسان، ويكاد يكون الشعار واحداً، لأن المستهدف فيهما هو الإنسان، وإن كانت الرياض تعنى به من طفولته، فتستثمر في بيئة مناسبة، أرض فائقة الخصوبة، تنجح فيها كل زراعة إيجابية طالما أنك تباشرها بعنايتك واهتمامك، وترعى احتياجاتها، وبالتأكيد ستجني منها أطيب الثمار وبأكثر مما كنت تتوقع. هناك للأسف من يستصغر المرحلة فتتقزم أفكاره حولها، ويستسهل العمل فيها، ولا يوفر لها المقومات البيئية الكفيلة بنجاح غرسها، فتكون نتائجه مدمرة للأجيال الصاعدة جميعها، فقد بذر الأساس الرخو الذي لا يستطيع تحمل البناء المتصاعد نحو الأعالي فيتهاوى لا محالة، واستسهل المهمة لأنها تتعلق بتنشئة الصغار التي كان يعتقد أنها لا تحتاج جهداً نوعياً متميزاً، فجانبه الصواب. الأجندة الوطنية أكدت ضرورة مضاعفة الاستثمار في الرياض، وهو نهج استراتيجي على نحو كبير من العلمانية ودقة الهدف والوسائل التي تقود إلى تحقيقه بكفاءة عالية. بالتأكيد الرياض، ليست فصولاً صغيرة يقضي فيها الأطفال جل أوقاتهم يلهون ويمرحون ويلعبون ويرسمون ويلونون ويكتبون ويمسحون، ولا أسرة الطفل تريد له أن يقضي أوقاتاً كهذه، حتى لو كان الرجل والمرأة يعملان، لكن الأسرة تعي تماماً أن في مرحلة الرياض يبدأ تكوين الطفل ومن الصعب أن تمحو من ذهنه مفهوماً تشرّبه وآمن به. لذلك، لن نجانب الحقيقة والصواب إن قلنا إننا بحاجة لأساتذة جامعات متخصصين للتدريس في رياض الأطفال، وليس خريجي ثانوية عامة ولا معاهد متوسطة ولا حتى خريجي جامعات ليسوا مؤهلين جيداً لأداء مهمة التربية والتعليم العالي في الرياض، نعم العالي علمياً وفكرياً ومجتمعياً، كمواد تعليمية، وقبلها التربية الحسنة القائمة على الأخلاق الحميدة ليس في عدم الكذب فقط، ولكن في رفض الظلم، ومحاربة الاستقواء على الآخرين، والفقر والجوع والمرض وانكسار النفس والخضوع والخنوع. كلها صفات يجب أن يتحصن ضدها طفل الرياض، لينشأ سليماً بدنياً ونفسياً، جنباً إلى جنب مع تطوره الفكري والعلمي، الذي لا يقوم على حفظ سرعان ما ينساه، بقدر تراكم المعلومات الحية المتفاعلة مع صميم احتياجات حياته لتنسج منه شخصية مهمة قادرة على البحث والاستنتاج والعمل المثمر البناء. نستثمر مضاعفاً في رياض الأطفال، فنربح خيراً وفيراً بلا حدود، عنوانه الإنسان، الاستثمار الأمثل والثروة الحقيقية التي آمن بها زايد الخير، رحمه الله، ومن بعده قيادتنا الحكيمة.