في دراسة هي الأولى من نوعها، أجرى معهد بحوث الاقتصاد الألماني «إي في» في كولونيا أخيراً، مقارنة بين وضع الألمان في سوق العمل في البلاد ووضع الأجانب فيها، اعتماداً على معلومات حصل عليها من الوكالة الاتحادية للعمل. وأشار المعهد في خلاصات الدراسة إلى «أن الفرص المتاحة في سوق العمل للذين يأتون من دول أجنبية إلى ألمانيا، أقل كثيراً من تلك المتاحة للألمان»، مشيراً إلى أن المهاجرين من الدول العربية بخاصة يعانون من البطالة. ولا تشمل الإحصاءات العمال الذين لا يزيد دخلهم على 400 يورو شهرياً، ولا الموظفين وأصحاب الأعمال الحرة، منهم أصحاب المطاعم من الأجانب. وشملت إحصاءات المعهد فقط الأجانب الذين حصلوا على موافقة رسمية للإقامة في ألمانيا، لا اللاجئين وطالبي اللجوء السياسي الذين لا يُسمح لهم بالعمل لمدة سنة على الأقل. وعلى رغم ذلك، تعطي البيانات الناتجة عن الدراسة «صورة عامة واضحة»، على حدّ قول الخبير في المعهد هولغر شيفر، مضيفاً أن نسبة البطالة بين الأجانب تزيد على نسبتها بين الألمان بضعفين. وفيما بلغت نسبة البطالة العامة في ألمانيا في حزيران (يونيو) الماضي سبعة في المئة، سجّلت 14 في المئة بين المهاجرين. ولفت الخبير إلى ارتفاع عدد العاطلين من العمل بين المهاجرين من الدول العربية، بخاصة من لبنان والعراق، وأيضاً من أفغانستان وإيران، عن عددهم من دول أخرى، ملاحظاً «إن السبب في ذلك يعود إلى أن المعنيين لا يأتون إلى ألمانيا لأسباب اقتصادية، وإنما كلاجئين، ولذا من الصعب عليهم الحصول على موطئ قدم من الناحية المهنية». وبالنظر إلى الأرقام في شكل مطلق، نجد أن غالبية العاطلين من العمل من الأجانب تنتمي إلى أكبر الجاليات في البلاد، مثل التركية والإيطالية. وباستثناء ذلك لا توجد فروق تذكر بين الألمان والمهاجرين من الدول الصناعية الأخرى. ولا تختلف في ألمانيا إلا في شكل طفيف، فرص العمل المتاحة للألمان عن الفرص المتاحة للأوروبيين الغربيين والشرقيين أو للآسيويين والأميركيين». ووفق المعهد الاقتصادي الألماني، يعود السبب الرئيس للبطالة المتفشية بين الأجانب «إلى ضعف الكفاءة العلمية والمهنية لديهم بسبب عدم تلقي غالبيتهم تعليماً مدرسياً أو مهنياً». ويذكر أن ربع عدد الأجانب في ألمانيا لم يكمل تدريباً مهنياً، في مقابل نسبة 8 في المئة من الألمان فقط. وحضّ الخبير شيفر «على ضرورة تكثيف وكالات العمل اتصالاتها بالشباب الأجانب بهذا الشأن، وعرض فرص التأهيل والتدريب المهني عليهم».