تستخدم ثلاث من كل أربع نساء أفريقيات منتجات تبييض البشرة التي تباع بدون استشارة طبيب متخصص، وهذا بالرغم من علمهن بأن هذه المستحضرات الرخيصة من الممكن أن تؤدي لآثار جانبية خطيرة، وذلك وفقا لـ منظمة الصحة العالمية. وتحتوي أغلبمستحضرات تبييض البشرة التي تباع في أفريقيا على مواد ضارة بشكل كبير مثل الزئبق والهيدروكينون والسترويدات التي يمكن أن تتسبب في زيادة التصبغ، ومشاكل لا يمكن علاجها في الجلد والبشرة، والسرطان في أسوأ الحالات، وحروق البشرة أيضا وفقا للبعض. لذا اعتزمت أخصائية الأمراض الجلدية الجنوب أفريقية نونهالنهلا كومالو، بعد معالجة عدد كبير من المرضى الذين استخدموا هذا النوع من الكريمات لسنوات، العمل على مكافحتها، ومن أجل ذلك فإنها تحلل في معمل بمدينة كيب تاون المكونات التي ربما تشكل خطورة على البشرة والجلد الموجودة بمستحضرات التجميل. وبدأ نشاط المعمل في مايو/أيار، ومنذ ذلك الحين اختبر 29 كريما للتبييض، وما هي النتيجة؟ كل الكريمات تقريبا تحتوي على مواد ممنوعة وفي بعض الأحيان بكميات كبيرة. وتقول كومالو: في البداية هذه الكريمات تجعل البشرة تبدو أكثر إشراقا، وهو الأمر الذي يدفع النساء لشرائها، ولكن سريعا تبدأ الأعراض الجانبية في الظهور والتي غالبا تكون غير قابلة للعلاج. وعلى بعد كيلومترات قليلة من المعمل، بإحدى محطات القطار في كيب تاون توجد الكثير من المتاجر التي تقدم مجموعة كبيرة من المنتجات المشكوك في جودتها، ويمكن شراء عبوة بحجم 75 ملليمترا بدولارين ونصف الدولار. مواطنة بالعاصمة النيجيرية لاجوس تعاني من الآثار الجانبية لاستخدام كريمات تفتيح البشرة(الألمانية) مفهوم الجمال وعلى الرغم من أن أسماء بعض المكونات الضارة تكون موجودة في مكان واضح على العبوة فإن هذا الأمر لا يعد عائقا أمام رغبات النساء في الحصول عليها، لأن مفهوم الجمال يضع البشرة الصافية في الصدارة. ويقع جزء من المسؤولية على عاتق المجلات والدعاية التي تظهِر بشرة المشاهير عن طريق برامج تنقيح الصور أنقى مما هي عليه في الأساس، وهو الأمر الذي يشكل ضغطا عليهم. هذا بخلاف أن الكثير من النجمات الأفريقيات يشجعن البشرة البيضاء، مثل المطربة الجنوب أفريقية نوماسونتو ماسوانجاني التي بيضت بشرتها جراحيا لدرجات مختلفة، وقالت إنها هكذا تشعر بأنها أكثر جمالا وثقة في نفسها حيث اعتبرت الأمر قرارا شخصيا يمكن مقارنته بالخضوع لجراحة تكبير الثدي. وحينما أصدر الفنان النيجيري الكاميروني دينسيا في السوق العام الماضي خطا جديدا لمنتجات التبييض هو "وايتنيشياس" فإن النساء كن حرفيا يتشاجرن من أجل الحصول على العبوات. وتقول بينتو ديمبلي (33 عاما) -وهي إحدى العاملات بصناعة النسيج بالعاصمة المالية باماكو- إنها قررت استخدام أحد هذه المستحضرات قبل زفافها، ولكن "جلدي احترق واضطررت في النهاية لتركه بعد أن ظهرت بثور على وجهي". وضربت ديمبلي مثالا يلخص في النهاية هذه المشكلة، حيث قالت إن كريمات تبييض البشرة مثل تدخين السجائر، الناس تلجأ إليها على الرغم من معرفتهم بمخاطرها.