القرار الذي خرجت به الجامعة العربية بتبني استراتيجية دعم عسكرية لليبيا أخيراً، يشكل خروجاً عن بيانات الاستنكار والشجب التي تعودت عليها شعوب المنطقة، وإن لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب على صعيد التحول إلى عمل جماعي مشترك. والإمارات التي وجدت في نجاح العملية ضد الحوثيين في اليمن نتيجة جهود التضامن بين دول الخليج العربي، أملت بخروج الدول العربية بقرار موحد للتخلص من تنظيم داعش الذي ما زال في مهده، والذي قد ينتشر كالهشيم إذا ما استمر الوضع السياسي في التأزم في البلاد، وبقي الفراغ السياسي الذي لا يستفيد منه إلا التنظيمات المتطرفة. ومشكلة ليبيا يمكن حلها عبر تضافر جهود الليبيين أنفسهم في الاتفاق على تشكيل حكومة وطنية موحدة تحت رعاية الأمم المتحدة، وهذا الاتفاق سيسمح بتوفير السلام والدعم الدولي لإعادة الاستقرار وإعادة إعمار البلاد. ولا بد أن تعي الدول العربية أن أي تمدد للإرهاب في دولة من الدول سيصيب الجميع كالدومينو، وتشكيل قوة عربية لمواجهة هذا التنظيم بالاشتراك مع المجتمع الدولي سيسهم في التخلص من هذه الآفة. والإمارات إذ تدين بأشد العبارات الجرائم الإرهابية التي طالت السكان في سرت، تدعو المجتمع الدولي لرفع حظر التسليح المفروض على الجيش الليبي، لتتمكن حكومة ليبيا الشرعية من بسط سيادتها على كامل التراب الليبي، وأن تحظى نداءات ليبيا بالاستجابة المطلوبة.