بقدر الحب الذي استقبلت به منطقة عسير زوارها مطلع الصيف، تودعهم هذه الأيام ببالغ الحفاوة والتقدير، بعد أن نسجت حكاية متناغمة بين الغيم والمطر، ورسمت لوحة فاتنة جسدت علاقة الإنسان العاشق لطبيعة المكان الأخاذة، واحتضنت زوارها بمنظومة فعاليات مبهرة ضمن فعاليات مهرجان أبها يجمعنا، التي زاملتها زخات المطر، والتفت حولها كتل الضباب. ففي عسير قصة مختلفة وفعالية وداع شعارها "عودوا لنا بخير" التي يقيمها مجلس التنمية السياحية في المنطقة بالتعاون مع هيئة الطيران المدني، لتوديع زوار المنطقة بصورة مشرفة، فزائر عسير لا يمكن أن يودعها دون أن يأخذ معه تذكاراً يستلهم من خلاله حكاية اللحظات التي عاشها في أحضان عسير الفاتنة. على بوابة المغادرة في مطار أبها، تقف طفلة صغيرة تكتسي الزي العسيري التقليدي، لتودع الزوار بباقة عطرية عملت على حياكتها أنامل محلية تجمع أجود أنواع النباتات العطرية التي تشتهر به سراة وتهامة المنطقة ليعيش الزائر المودع لمعشوقته عسير حكاية أخرى مع الذكريات بعد رحيله. وفي يد الطفلة العسيرية الأخرى، قطعة تراثية ترمز لتراث المنطقة وطرازها المعماري المميز، لتبقى ذكرى عطرة تخلد رحلة ماتعة تلازم زائر عسير في حله وترحاله. وبما أن لكل قصة نهاية، فإن عسير تودع زوارها على أمل أن تلقاهم في عامها المقبل وهم بأحسن حال. 1-