نجح شباب من هواة المجموعات البريدية في تحويل هويتهم إلى استثمار من خلال الشبكة العنكبوتية، والخروج بنشاط تجاري له عوائد ربحية مجدية واجتماعية. لم تكن البداية أكثر من ممارسة هواية لملء فراغ شباب يتقن التعامل مع ''الإنترنت''، لتتوسع مجموعتهم وتنتشر بشكل كبير لتتحول بعدها إلى نشاط تجاري متخصص في الدعاية والإعلان والتسويق للآخرين. مصطفى الغانمي، صاحب ورئيس مجموعة مشاكس للدعاية والإعلان، التي تعد من أكثر المجموعات انتشارًا في السوق الالكتروني، تحدث عن تجربته التي تحولت إلى مهن شارك فيها شباب آخرون، يقول ''إن عمر المجموعة منذ إنشائها حتى الآن خمس أعوام، ولقد حققنا بعضا مما نحلم به''. وتحدث عن قصة اختيار الاسم، الذي بحسب – الغانمي - أنه تم بعناية، قائلاً ''وصفنا أنفسنا في البداية بالمشاكسين، والذي يعرف لدى العامة بمعنى ''نصل لك يعني نصلك''؛ بهدف الوصول بالمجموعة إلى أكبر شريحة من الأشخاص والأسواق الأخرى، ومع مرور الوقت أصبح لدينا قائمة ضخمة من العملاء من كل الفئات التي تدير أعمالاً وأنشطة تجارية أخرى ما بين تجار عاملين من خلال الشبكة العنكبوتية ''الإلكتروني'' إلى تجار لديهم مواقع تجارية في السوق فعليًا، لننجح بتوسع في التسويق لمنتجاتهم من خلال المجموعة . وأوضح الغانمي، الذي يستمتع بإدارة عمله من المنزل ومتابعته من أي وسيلة تواصل أخرى، مع تطور التقنية التي وظفها لصالح نشاطه وعمله الذي أصبح ينافس أي مهنة أخرى ذات دخل أو عائد ثابت؛ لأن التوسع فيها أكبر ''أن نشأة المجموعة في البداية كانت على عاتق شخص واحد، وكانت عمل فردي، ومن ثم توقفت لمدة شهور ما بين الخمس إلى تسعة أشهر ليأتي قراره بإعادة التشغيل الفعلي للمجموعة من بعد دارسة لما يحتاج إليه السوق وكيفية تشغيل هذه المجموعات البريدية لمنافسة أشهر المجموعات الأخرى، ولتكون البداية الحقيقية للدخول في سوق كبير يضم كبار المسوقين وأصحاب المجموعات البريدية الرسمية وغير الرسمية. وقال إنه على الرغم من مخاطر التجربة، إلا أن عمل المجموعة بعد أن أصبح لهدف تجاري أصبح أكثر حذرًا وجودة أكثر من سابق عهدها، لتبدأ المجموعة في الانتشار وبشكل سريع، وأضاف ''كنا قبلها متخوفين من عدم مقدرتنا على التغلب على الصعاب وتحقيق خطة عمل هذه المشروع الذي أصبح مصدر رزق آخر لنا كشباب في مجال قوي كالعمل وسط السوق الإلكتروني، واليوم تخطى عمر المجموعة العام الخامس، وما زالت أكثر نشاطًا وتوسعًا. وأوضح الغانمي أن بعض العقبات التي واجهتهم في البداية كانت الحرب الإلكترونية بين المواقع المنافسة، إلا أن دخولنا السوق هواة بعد دراسة مشروعنا إلى مستثمرين وأصحاب عمل جعلنا نجيد إدارة المشروع ومواجهة المنافسة دون مخاوف، مشيرًا إلى أن من أكثر المعوقات التي واجهتهم عدم الثقة بمجموعتهم من قِبل أصحاب الأعمال المعلنين، إلا أن وضوح عمل المجموعة وما حققته من جدية أمام العملاء أسهم في منحها ثقة أكبر، وبخاصة أن الفكرة تطورت لتصبح مجموعة شبه تجارية، ليبدأ عملها في مجال ترويج المنتجات والشركات والتجار الآخرين وقطاعات أخرى كالمؤسسات التدريبية، والعمل كمسوقين حتى في قطاعي العقار والأسهم . وبيّن أن تخصص مجموعتهم في الإعلان منذ ثلاث سنوات في السوق السعودية التي تعد الأكثر حركة اقتصادية ليبدأ العمل في التسويق بشكل أكبر من داخل وخارج الأسواق الأخرى كالصين وكندا، إضافة إلى بريطانيا، قبرص، الادرنو واليمن بجانب دول الخليج ودول عربية أخرى كمصر تركيا . وبيّن الغانمي، أن من خططهم المستقبلية بعد مرور خمسة أعوام على نشاطهم الحصول على التصريح الرسمي لنشاطهم وتسجيلها نشاطًا تجاريًا للحفاظ على مكانه بين المنافسين، مبينًا أنه سيتم إنشاء مقر رسمي لهم، مؤكدًا حاجتهم إلى مزيد من الدعم المالي لتنمية أفكارهم وخروجها من دائرة الفكرة إلى منتج من المنتجات الإعلانية والتسويقية الحديثة المسجلة لصالح مشروعه الإلكتروني الصغير.