×
محافظة المنطقة الشرقية

الروسي يتألق في نهائي «مونديال السيدات»

صورة الخبر

حسب نصيحة قدمها لي صديق يعشق إسداء النصح بالمجان بمناسبة ومن غير مناسبة، فقد ذهبت إلى طبيب نفسي لأعرض عليه حالتي، وبعد السلام وقليل من الكلام طلب مني الطبيب أن أستلقي على كرسي يشبه السرير، فشككت في نواياه ودار في مخيلتي مشهد من فيلم «عمارة يعقوبيان»، ولكن شكوكي زالت بمجرد أن وجدته قد جلس على كرسي بعيداً في زاوية العيادة. سألني الطبيب مم تشكو؟ فقلت له أرى العظمة والهيبة في دول الجوار ولا أراها في وطني، وأرى دائماً أن بلادي ليست جميلة على الخريطة وأنه لولا أموالها ونفطها لكنتُ الآن مهاجراً عنها، أنا يا دكتور على استعداد أن أحفر أرضها من أجل أن أضع فيها أجنة وبيوضاً لا تنتمى إليها، ليس كرهاً فيها ولكن حباً في أجندة الدول التي أراها عظيمة، أرى في تسامح حكوماتها ضعفاً يسمح لي أن ألعب كما ألعب في حديقة مزرعة. أرسل الطبيب نظره نحوي وكانت ملامحه محايدة لا تحمل أي تعابير، وكأنه تمثال من شمع، ثم سألني: وماذا ترى أيضاً؟ قلت له: أرى أن أرواح أموات بعض الشخصيات التي تنتمي لشعوب أخرى أكثر قدسية من أرواح الأحياء الذين أعيش بينهم، وكثيراً ما أرى أن هذا الوطن لقمة وأنني فم ألتهمها ولا مانع من أن يشاركني الجميع هذه المائدة. تناول الطبيب ملفي النفسي وكتب في الجزء الخاص بتشخيص حالتي «يعاني من متلازمة أليس في بلاد العجائب! وهو نوع نادر من الاضطرابات العصبية التي تؤدي إلى اضطرابات الرؤية والإحساس رغم وجود جهاز بصري سليم، إلا أن المشكلة في مراكز الدماغ، تتمثل في تعطيل الرسائل التي ترسلها العيون إليه، فتظهرها متشوهة ومختلفة عن حقيقتها في الأحجام والأبعاد». ثم فجأة وقف الطبيب وبدأ يتجول في الغرفة ثم قال «يبدو أنك ترى كثيراً، ورغم ذلك فأنت لا ترى شيئاً البتة، ولذلك فإن أمثالك لا يحتاجون علاجاً ولكن يحتاجون تأديباً»، ثم هجم علي وبدأ في لكمي على طريقة بطولة الوزن الثقيل. استيقظت من نومي فإذا بوجهي مليء بالكدمات والخدوش. كل ما أستطيع تذكره أني كنت أحلم أنني أكتب مقالاً. فهل يا ترى نحن نكتب أم ننزف أم نجلد أنفسنا بالكلمات؟ قصة قصيرة: قالت له: أبي... ارسم لي العالم على يدي؟ تناول الألوان، وتناول كف يدها، لم يأخذ منه الأمر سوى دقيقة. نظرت... وتبسمت... عندها بدا علم الكويت أجمل في عينيها منه على كفها. كاتب كويتي moh1alatwan@