علقت افتتاحية واشنطن بوست على زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة قبل نحو أسبوعين، وهي الأولى منذ ست سنوات تحت غطاء "حوار إستراتيجي أميركي مصري"قدم فيها أفكارا وصفتها الصحيفة بـ"المبتذلة" عندما أعلن أن أميركا "على ثقة بأن مصر لديها سبب وجيه حقا لضمان الحقوق الأساسية لمواطنيها وحمايتها، وأن المبادئ الحيوية مثل المحاكمات العادلة وحرية الصحافة وتكوين الجمعيات محل اعتزاز وتقدير، وأن المرأة تُمكّن، وأن كل مصري له الحق في المشاركة السلمية في إطار عملية سياسية ديمقراطية حقيقية". وردا على ذلك قالت الصحيفة إن مصر لديها "سبب وجيه حقا" لضمان هذه الأشياء، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا ينصت، وبدلا من ذلك سخر مما قاله كيري بالموافقة على قانون الأمن الداخلي الجديد الذي وصفته الصحيفة بـ"الشديد القسوة". " القانون الجديد يمثل أحدث خطوة في انحطاط نظام السيسي الذي أعاد تدريجيا آلة القمع لنظام مبارك وتفوق عليها " وترى افتتاحية الصحيفة أن القانون يحتوي على مجموعة كبيرة من التعريفات المطاطة والمواد الغامضة التي يمكن أن تستخدم لتكميم الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين المعارضين. وقالت إن القانون الجديد يمثل أحدث خطوة في "انحطاط" نظام السيسي الذي أعاد تدريجيا آلة القمع لنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وتفوق عليها. وأضافت أن القانون ظاهريا جاء استجابة لموجة العنف و"الإرهاب"، خاصة في شبه جزيرة سيناء، لكنها أردفت أنه لن يحسن الأمن وسيخنق أي معارضة ويواصل تدمير المجتمع المدني. وذكرت الصحيفة بخطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة عام 2009 الذي أعلن فيه أن القادة يجب أن يحملوا السلطة "من خلال الموافقة وليس الإكراه"، وأن يتحلوا بـ"روح التسامح والتراضي" وأن يدركوا أن الناس يتوقون إلى "القدرة على التعبير عن أفكارهم وأن يكون لهم رأي في أسلوب الحكم والثقة في سيادة القانون وحرية العيش على النحو الذي يختارونه". وختمت بأن ما قاله أوباما كان أفكارا لطيفة لكنها لا تنفع في مصر اليوم، ويبدو أن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في الاتجاه الآخر بينما يكره الرئيس المصري منتقديه على الصمت.