أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أمس، أن بلاده ستُبرم مع موسكو الأسبوع المقبل عقداً لشراء أربع بطاريات من أنظمة صواريخ روسية متطورة من طراز «أس - 300»، مشيراً إلى أن البلدين سيتعاونان لصنع مقاتلات. وبعد يوم على زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موسكو ولقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، قال دهقان: «نص الاتفاق جاهز، وأصدقاؤنا سيذهبون إلى روسيا الأسبوع المقبل لتوقيع العقد. نحن وروسيا نعتبر أن الصفقة باتت قيد التنفيذ». وأشار إلى أن طهران كانت تعتزم شراء ثلاث «كتائب» من صواريخ «أس - 300»، لكنها رفعت العدد إلى أربع، لافتاً إلى أن «تسليمها سيتم في أقرب وقت». وذكر أن طهران ستتسلّم «صواريخ مُحدثة». وأعلن دهقان أن طهران «ستشتري مقاتلات وطائرات تدريب من روسيا»، وزاد: «كما نستطيع أن نتعاون مع الروس في مجال تصميم (مقاتلات) وإنتاجها، والروس قبِلوا ذلك». وتابع: «في مجال (صنع) مقاتلات، لن نتعاون مع أي بلد سوى روسيا». الوزير الإيراني تحدث عن «وضع لمسات أخيرة على مشاريع استراتيجية مهمة جداً في إنتاج صواريخ باليستية»، تشمل «رفع مستوى دقتها في المديات البعيدة، وتطوير رؤوسها الحربية، بحيث تكون مُصانة في حرب إلكترونية». وأشار إلى أن «خبراء إيرانيين صنعوا قواعد متطورة لإطلاق الصواريخ»، معلناً بدء «إنتاج مكثف لدبابات من الجيل الجديد»، وتسليم القوات الإيرانية قريباً غواصة تزن 500 طن. في السياق ذاته، نقلت وكالة «سبوتنيك» الرسمية الروسية عن مسؤول في وزارة الدفاع الإيرانية إن وفداً عسكرياً إيرانياً بارزاً سيتوجه إلى موسكو منتصف الأسبوع المقبل، لإجراء مفاوضات حول شراء صواريخ «أس - 300». وأضاف أن دهقان أو نائباً له سيرأس الوفد الذي سيوقع عقداً جديداً في هذا الصدد، معرباً عن أمله بأن تتمكن موسكو من تنفيذ الصفقة في غضون 30-40 يوماً بعد توقيع الوثائق اللازمة. وكانت موسكو ألغت عام 2010 عقداً أبرمته مع طهران عام 2007، قيمته 800 مليون دولار، بسبب فرض مجلس الأمن حظراً دولياً على تصدير أسلحة إلى إيران، وبعدما تعرّضت روسيا لضغوط قوية من الولايات المتحدة وإسرائيل، للامتناع عن تنفيذ العقد. لكن الرئيس فلاديمير بوتين أمر في نيسان (أبريل) الماضي باستئناف التعاون مع الإيرانيين في هذا المجال. وعلى رغم أن قرار بوتين رفع العراقيل القانونية أمام تسليم الإيرانيين الأنظمة الصاروخية، لكن مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية لفتوا إلى أن الطرفين سيجرون مفاوضات لتوقيع عقد جديد، ما يعني استبعاد «تسليم فوري للصواريخ»، خصوصاً بعدما أعلن المجمّع الصناعي العسكري أن موسكو أوقفت منذ عام 2011 إنتاج الأنظمة الصاروخية من طراز «أس-300»، كما رفعتها من الخدمة العسكرية في وحدات الجيش الروسي، وأبدلتها بنظام «أس-400». لكن خبراء عسكريين لم يستبعدوا أن تلجأ روسيا إلى «تسريع وتيرة التعاون، في حال صدور قرار سياسي في هذا الصدد». وقال إيغور كوروتشينكو، مدير مركز مراقبة تجارة الأسلحة، إن على الطرفين إجراء مفاوضات وتوقيع عقود جديدة، لافتاً إلى أن طهران لن تستلم الطراز الذي اتُفِق في شأنه في العقد السابق، لأن موسكو طوّرت نسخة معدلة من النظام الصاروخي تحمل اسم «أس-300 بي أم أو 2»، مفسراً بذلك إصرار موسكو على إبرام عقد جديد، اذ إن العقد السابق نصّ على مواصفات فنية للنسخة القديمة. على صعيد آخر، أعلن علي يونسي، مساعد الرئيس الإيراني حسن روحاني لشؤون الأقليات العرقية والدينية، أن الأخير خائب من تدمير مُصلّى للسنّة في طهران أواخر الشهر الماضي. وقال خلال زيارة لإقليم سيستان وبلوشستان الذي تقطنه غالبية من السنّة في جنوب شرقي إيران: «شعر جميع المسؤولين الإيرانيين البارزين، بمن فيهم الرئيس حسن روحاني، بخيبة من تدمير مصلّى السنّة في طهران». وأعرب عن أمل بتسوية الأمر، علماً أن لا مسجد للسنّة في العاصمة الإيرانية.