يخال الزائر للمعرض التشكيلي والفوتوغرافي همسات من الماضي في نادي الغولف بالبادية بتنظيم من غاليري آرت كوتور، أنه سيشاهد لوحات قريبة بمضمونها من البكاء على الأطلال، لكنه يجد نفسه أمام همسات من الإبداع الفني لعدد من الفنانين المشاركين في المعرض، والتي تستدعي توقفه طويلاً أمام البعض منها لما تحمله من جماليات وقدرات تعكس مهارات راسمها. ويُحسب للمعرض الذي يضم أعمال 5 فنانين عرب ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري، كشفه عن بعض المواهب الاستثنائية على صعيد التشكيل والتصوير الفوتوغرافي التي تعتمد أسلوب الفن الجاد. والشيق في هذا الجانب بحث سينثيا ريتا ريتشاردز القيّمة على المعرض والغاليري التي تحمل الجنسية الكندية، عن هؤلاء الفنانين العرب من المقيمين في المنطقة وخارجها. وهم المصوران عماد علاء الدين وعادل رشيد والتشكيلي لؤي صلاح الدين من سوريا والتشكيلي حسين السلوان من العراق، أما الفنان المشارك من الخارج فهو التشكيلي إبراهيم غزالة من مصر. الانطباعية والتنقيط وبصورة تلقائية تعيد لوحات التشكيلي غزالة الزائر إلى زمن فن الانطباعية بما تحمله من جماليات في الأسلوب ومعالجة المضمون. وتكمن جمالية أعماله في خصوصية أسلوبه المستمد من الانطباعية بروح الفنان الشرقي وبيئته، والذي يتجلى في رسمه للطبيعة والعمارة والنور الساطع وخامات التربة والبناء إلى جانب معالجته للألوان، مستخدماً في بعض اللوحات الألوان الزيتية وأخرى بين الباستيل والمائي، ولا تقل إحداها قيمة وبراعة عن غيرها. ولا يملك الزائر إلا التوقف طويلاً أما لوحتيه اللتين استخدم فيهما أسلوب التنقيط بتقنيته الخاصة ليتأمل مشهداً غنيا مشبعاً للروح والفكر، وإحداهما لموقع يبدو أثريا يتجمع السياح أمام مدخله إلى جانب السكان المحليين، ليتجلى إبداع الفنان في أسلوب تعامله مع المشهد خاصة فيما يتعلق بالظل والنور ضمن تقنية التنقيط التي ظهرت بعد الانطباعية والتي تعتمد على ضربات الفرشاة الدقيقة والمتقاربة. فن البورتريه ويعيش الزائر تجربة مختلفة بأسلوبها مع لوحات التشكيلي حسين السلوان التي يتجلى فيها تحديه لنفسه والمغامرة بصورة مستمرة، في معالجته وتجاربه اللونية بين الزيتي والمائي التي تحكي عنها كل لوحة من أعماله في فن البورتريه، مستخدماً تارة الأسلوب الكلاسيكي التقليدي بالألوان الزيتية من عصر النهضة أو الانطباعية بالألوان المائية الشفيفة التي يعتمد في هامش منها على النتيجة العفوية للون وتفاعلاته. زوم إن وآوت وفي إطار التصوير الفوتوغرافي تبرز تجربة الزميل عماد علاء الدين الذي يبحث في لقطاته عن التعبير الإنساني العفوي الذي يختزل رحلة عمر أو حالة ما، في كادر فني يجمع ما بين تناغم العناصر وتوازنها وبين جمالية المحيط خاصة في الطبيعة إطار الطبيعة الصحراوية. وتتنوع لقطاته بين زوم إن الأقرب إلى البورتريه وزوم آوت لمشهد في الطبيعة والحياة البرية. وهو من المصورين الذين يتجاوزون أنفسهم بصورة دائمة، وممن يتمتعون بعين المصور الذكية التي تبحث وترصد وتلتقط ما لا تراه عين الإنسان العادي. نون النسوة تعد آرت كوتور حالياً لمعرضها الجماعي السنوي الخاص بنون النسوة والذي تستضيف فيه أعمال 5 فنانات من المنطقة، لتتمحور ثيمة المعرض حول موازنة المرأة بين أدوارها كفنانة وامرأة عاملة وزوجة وأم.