* وأنا أقرأ في الصحفِ أخبارَ شكوى شركاتِ حجاجِ الداخلِ ضدَّ وزارةِ الحج... لم أجدْ أفضلَ ولا أدقَّ من المثلِ الشعبيِّ المصري «بطلو ده واسمعو ده» في وصفِ الشكوى... * يرى أصحابُ هذه الشركاتِ أن تنظيمَ وزارةِ الحجِّ الأخيرَ لأسعارِ الحملاتِ وشرائحِ الخدمة والمخصص له المسارُ الإليكتروني مضرٌ بهم وبمصالحِهم وهذا صحيحٌ جداً جداً.. لأن التنظيمَ يحدُّ من جشعِهم واستغلالِهم.. * فهم حسب شكواهم أنَّ الأسعارَ التي حدَّدتْها الوزارةُ ضئيلةٌ ولا تتناسبُ مع الخدمةِ علماً كما نعرفُ جميعاً أن السنواتِ الماضيةَ شهدتْ انفلاتاً في الأسعارِ فوق التصوُّرِ.. ولكنَّهم لأنهم يريدون استمرارَ هذا الانفلاتِ كان الاحتجاجُ. * كما أنهم يشتكون من إلزاميةِ وجودِ حراسِ أمنٍ وعمالِ نظافةٍ بأزياء موحدةٍ وعلى مدارِ الساعةِ حسب تنظيمِ الوزارةِ لضمانِ جودةٍ وخدمةٍ عاليةٍ ولكن لأنهم يريدون فقط «اللهف» وتكديسَ المال فهذه سوف تكلِّفُهم مبالغَ إضافيةً تُخصم بالطبعِ من أرباحِهم الخياليةِ. * أما أعجبُ وأغربُ احتجاجِهم فهو ادعاؤهم أنَّ النظامَ صدر من جهةٍ غيرِ مختصةٍ... فوزارةُ الحجِّ التي أصدرتْ النظامَ إنما هي جهةٌ تنفيذيةٌ وليست جهةً تنظيميةً.. وهذا وربُّ الكعبةِ منتهى الاستغفالِ للعقولِ.. وللأفهامِ.. وللمنطقِ فإذا لم تكن الوزارةُ معنيةً بتنظيمِ ومراقبةِ وتسييرِ كلِّ شؤون الحجِ والعمرةِ فمن هي الجهةُ المختصةُ!؟ صحيح إللي اختشوا ماتوا!؟ aalorabi@hotmail.com