شيّع المئات من الفلسطينيين، أمس الثلاثاء، جثمان الشاب محمد أبو عمشة الأطرش (22 عاما)، من قرية كفر راعي بمحافظة جنين شمالي الضفة الغربية.وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى النجاح بمدينة نابلس، باتجاه قرية الأطرش، كفر راعي، حيث ألقت العائلة عليه نظرة الوداع في منزله، ثم حمل على الأكتاف باتجاه مدرسة كفر الراعي الثانوية للبنات للصلاة عليه في ساحتها، ومن ثم نقل لمقبرة القرية ووري الثرى هناك. وردد المشيعون الهتافات الغاضبة والمطالبة بالثأر لدماء الأطرش، وحملوا صوره والأعلام الفلسطينية، ولف جثمانه بالعلم والكوفية الفلسطينية. وكان جنود الاحتلال قد أطلقوا عدة رصاصات على الأطرش قرب حاجز زعترة جنوبي نابلس الاثنين، بحجة محاولته طعن أحد الجنود على الحاجز. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 11 فلسطينياً في الضفة الغربية. وقالت وزارة الداخلية الفلسطينية في بيان إن قوات الاحتلال دهمت مدن الخليل وبيت لحم وجنين ونابلس وسط إطلاق نار كثيف واعتقلتهم. من ناحية أخرى، اعتدى مستوطنون على طفلة في البلدة القديمة بمدينة الخليل، وشاب بجنوب المحافظة، وأصابوهما بجروح. وأفادت مصادر محلية وأمنية بأن مستوطنين هاجموا منطقة في جنوب الخليل واعتدوا على يعقوب عثمان عبد الهادي الكومي بالضرب المبرح، ما تسبب بإصابته بجروح ورضوض نقل على إثرها إلى مستشفى الخليل. كما رشق مستوطنون قرب الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، الطفلة فرح جواد أبو سنينة بالحجارة، ما تسبب بإصابتها بجروح ورضوض. وكانت القوات الإسرائيلية فرضت قيوداً على دخول أطفال المخيمات الصيفية إلى المسجد الأقصى المبارك، ومنعتهم من الدخول دون إثبات شخصي لهوياتهم. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة إن شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب عرقلت دخول الأطفال إلى المسجد الأقصى، وفرضت شروطاً عليهم قبيل الدخول للمسجد، في حين سمحت للمستوطنين المتطرفين باقتحامه. وأوضحت أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة على مجموعات، ونظموا جولة في باحاته وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وفي سياق متصل، أدى مستوطنون متطرفون أمس رقصات تلمودية استفزازية أمام باب السلسلة بعد انتهائهم من اقتحام الأقصى. في الأثناء، أبدى زعيم المعارضة في الكنيست يتسحاق هرتسوغ، خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية المحتلة. من جانبه، أشار عباس إلى ضرورة تنفيذ الالتزامات الواجبة على كل طرف من أجل البدء بمفاوضات جادة تقود إلى إنهاء الاحتلال ونشر السلام والاستقرار في المنطقة. وكانت قوات الاحتلال اعترفت بتسجيل ارتفاع كبير في عدد العمليات الفدائية التي ينفذها مقاومون فلسطينيون ضد أهداف عسكرية إسرائيلية وضد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، مقراً بعجزه عن إحباط هذه العمليات ومنع وقوعها.